في : الخروج ( 27 - 1 ) : واصنع المذبح من خشب السنط وليكن طوله خمس أذرع وعرضهُ خمس أذرع مربعاََ يكون المذبح وثلاثُ اذرع سمكهُ ( 2 ) واصنع قرونه على اربع زواياهُ منهُ تكون قرونه وغشهِ بنحاس ( 3 ) واصنع قدوره لرمادهِ ومجارفهُ وجاماتهِ ومناشلَهُ ومجامرهُ .جميع آنيته تصنعها من نحاس . ( 4 ) وتصنع له شباكةََ صنعة الشبكة من نحاسِِ ...... ( 5 )وإجعلها تحت حافة المذبح من أسفل بحيثُ تصل الشبكةُ الى نصف المذبح....

( 8 ) تصنعه أجوفَ من الواحِِ على ما أُريتَ في الجبل كذلك يصنعونهُ. ( 9 ) واصنع سرادق ( أسور ) المسكن وتكون من جهة مهب الجنوبِ أستارُُ ( ستائر ) للسرادقِ من بوص مبروم ( كتان ) مئة ذراعِِ طولها في الجهة الواحدةِ ( 10 ) وعمدها عشرينَ وقواعدها عشرين من نحاسِِ واجعل عقاقيف العمدِ وأطواقها من فضة ( 11 ) وكذلك من جهة الشمالِ في الطولِ أستارُُ طولها مئة ذراعِِ وعمدها عشرون وقواعدها عشرونَ من نحاسِِ. وعقاقيفُ العمد وأطواقها من فضةِِ ( 12 ) وفي عرضِ السرادق من جهة الغربِ تكون أستارُُ طولها خمسون ذراعاََ وعمدها عشرةُُ وقواعدها عشرُُ ( 13 ) وفي عرض السرادق من جهة الشرق خمسون ذراعاََ ( 14 ) وخمس عشرةَ ذراعاََ من الاستار للجانب الواحد وأعمدتها ثلاثةُُ وقواعدها ثلاثةُُ ( 15 ) وللجانب الاخر أستارُُ طولها خمس عشرة ذراعاََ واعمدتها ثلاثة وقواعدها ثلاثُُ ( 16 ) وعلى بابِ السرادق ( السور) سترُُ ( ستارة) طولهُ عشرونَ ذراعاََ من إسمنجوني وأُرجوان وصبغِ قرمز وبوص مبروم ( كتان ) صنعة مطرزِِ واعمدتهُ أربعة وقواعدها أربع ( 17 ) لجميع عمدِ السرادق ( السور ) على محيطهِ تكون أطواقُُ من فضة وعقاقيفها من فضة وقواعدها من نحاس. ( 18 ) طول السرادق ( الاسوار ) مئة ذراع وعرضه خمسون فخمسون وسمكه خمسُ أذرعِِ من بوص مبروم. والقواعد من نحاسِِ

( 19 ) وجميع آنية المسكن في كل خدمته وجميع أوتادهِ وأوتاد السرادق ( الاسوار ) من نحاسِِ . ( 20 ) وانت فمر بني إسرائيل أن يأتوك بزيتِ زيتونِِ مرضوض خالصِِ للمنارة لتوقد به السرجُ دائماََ ( 21 ) في خيمة الاجتماع خارجَ الحجابِ الذي أمامَ الربِ. رسمُُ أبدي مدى أجيالهم لبني إسرائيل .

( 24 )

وفي : الخروج ( 30 1 ) : واصنع مذبحاََ لايقاد البخورِ . من خشب السنط تصنعه ( 2 ) طوله ذراع وعرضه ذراعُُ مربعاََ يكون وسمكهُ ذراعانِ وقرونه منه ( 3 ) وغشه بذهب خالص سطحه وجدرانه من حوله وقرونه واصنع له إكليلاََ من ذهب يحيط به ........ ( 6 ) وأقمهُ تجاه الحجاب الذي أمام تابوت الشهادةِ أمامَ الغطاء الذي على الشهادة حيثُ أجتمعُ بك ( 7 ) فيوقد عليه هرون بخوراََ عطراََ في كل صباحِِ. حين يصلح السرجَ يوقدهُ ( 8 ) وحين يصعد هرون السرج في العشيةِ يوقده. بخوراََ دائماََ أمام الرب في أجيالكم.( 9 ) لا تصعدوا عليه بخوراََ غريباََ ولا محرقةََ أو تقدمةََ. ولا تسكبوا عليه سكيباََ.( 10 ) ويصنع هرون كفارة على قرونهِ مرةََ في السنة من دم ذبيحة الخطاءِ ...............يصنع كفارة عليه في أجيالكم قدسُ أقداسِِ هو للربِ . ............. . ( 18 ) إصنع مغتسلاََ من نحاس مقعده من نحاس للغسل وإجعله بين خيمة الاجتماع والمذبح واجعل فيه ماءََ ( 19 ) فيغسل هرون وبنوهُ أيديهم وأرجلهم ( 20 ) إذا دخلوا خيمة الاجتماع فليغتسلوا بماءِِ لئلا يموتوا. وإذا تقدموا الى المذبح ليخدموا ويقتروا وقيدة للربِ ( 21 ) فليغسلوا أيديهم وأرجلهم لئلا يموتوا. يكون ذلك لهم رسمَ الدهر له ولنسله مدى أجيالهم.

وفي: العدد ( 4 5 ) : ياتي هرون وبنوه عند إرتحال المحلة فينزلون الحجاب ويُغطون به تابوت الشهادة ( 6 ) ويجعلون عليه غطاءََ من جلودِِ إسمنجونية ويبسطون من فوقه ثوباََ من إسمنجوني ............ (7 ) ويبسطون على مائدة الوجوه ثوبَ إسمنجوني ويجعلون عليه القصاع والمجامر والكؤوس والجامات التي يُسكبُ بها والخبز الدائم يكون عليها ( 8 ) ثم يبسطون عليها ثَوباََ من صبغِ القرمز ويُغطونها بغشاء من جلودِِ إسمنجونية .......... ( 9 ) وياخذون ثوبَ إسمنجوني ويُغطون به منارة الاضاءةِ

وسرجها ومقاطها ومنافضها وسائر آنيتها التي يخدمونها بها ( 10 ) ويجعلونها هي وجميع آنيتها في غشاء من جلود إسمنجونية ......... .....( 11 ) ويبسطون على مذبح الذهب ثوَب إسمنجوني ويغطونه بغشاء جلود إسمنجونية .......... ( 13 ) ويرفعون رماد المذبح ) مذبح النحاس ( ويبسطون عليه ثوبَ أُرجوانِ ( 14 ) ويجعلون عليه جميع أمتعته التى يخدمون بها عليه المجامر والجامات والمجارف والمناشل وسائر أمتعةِ المذبح ويبسطون عليه غشاء من جلود إسمنجونية .......( 15 ) فإذا فرغ هرون وبنوه من تغطية القدس ..... عند رحيل المحلة ...يدخل بنو قهات ليحملوا.

إن خيمة الاجتماع والدار التي حولها تمثل مراحل الخروج المختلفة خروج بني البشر من تحت نير الخطيئة وغضب الدينونة الى فداء وبر الله والعودة ثانية الى حضرته والمثول أمامه.وهذا غير ممكن الا إذا تحققَ تخليص بني البشر من أعباء نجاسة الخطيئة وتبعاتها أي من الدينونة المحتمة والموت الابدي الذي لا مناص منهُ .

( 25 )

وخيمة الاجتماع طباقاََ من فوق الى الداخل في قدس الاقداس , أو من الخارج الى الداخل تمثل مراحل الخروج من وقت سقوط آدم وبداية الخلق الى مرحلة الناموس والخلاص بالوصايا والذبائح الرمزية الى مرحلة الفداء , فداء إبن الله للبشر كافة ثُم دخولهم أخيراََ وإجتماعهم بالله خالقهم بعد أن يكونوا قد أوفوا بمستلزمات العدل الالهي ونالوا رضا الخالق ورضوانه.

وهنا نكتفي بهذا القدر من الكلام عن خيمة الاجتماع الا أننا سنعود لاحقاََ لنفسر معنى كل ما ورد في الخيمة من أدوات ومواد لبناء الخيمة وأقسامها المختلفة بألتفصيل فقد حان الوقت أن يقال ليعقوبَ ولاسرائيل ما فعل الله. ( عد 23 - 23 ).

ونقول أيضاََ أن خيمة الاجتماع كانت رمزاََ لهيكل الله وتابوت عهده الذي في السماء . وكما رآه موسى على الجبل. وكانت إيماءََ لحضور الله مع شعبه.

العبرانيين ( 8 - 5 ) : أُولئك الذين خدمتهم فيما هو إيماءُُ الى السماويات وظِلُُ لها كما أُوحي الى موسى لما هم أن يُنشئ المسكن أن أنظر وأصنع كل شيِِْ على المثال الذي أنت مُرَاهُ في الجبل.

وعندما وصل الشعبُ برية فاران. وبعثَ موسى من كل سبط رجلاََ يجسون أرض كنعان كما أمر الرب , وبعد أربعين يوماََ من جس الارض رجعوا خائفين من شعب الارض وقالوا:

العدد ( 13 - 27 ) : ....... قد صرنا الى الارض التي بعثتنا اليها فاذا هي بالحقيقة تدر لبناََ وعسلاََ وهذا ثمرها ( 28 ) غير أن الشعب الساكنين فيها أقوياء والمدن حصينة عظيمة جداََ.... ..... ( 33 ) وشنعوا عند بني إسرائيل على الارض التي تجسسوها وقالوا الارض التي مررنا فيها لنتجسسها هي ارضُُ تاكل أهلها . .

خافوا جميعاََ , وفقدوا إيمانهم بقدرة الله على تحقيقِ وعدهِ لهم , الا كالب بن يفنا ويشوع بن نون فغضب الربُ عليهم وأقسم قائلاََ :

العدد ( 32 11 ) : لن يرى الرجال الذين صعدوا من مصر من ابن عشرين سنة فصاعداََ الارض التي أقسمتُ عليها لابراهيم وإسحقَ ويعقوب لانهم لم يحسنوا طاعتي ( 12 ) ما عدا كالب بن يفنا القنزي ويشوع بن نون فإنهما أحسنا طاعة الربِ .( 13 ) وإشتد غضبُ الرب على إسرائيل فأتاههم أربعين سنة حتى إنقرضَ جميع الجيل الذي فعل الشرَ في عينيهِ.

( 26 )

ولم يستطع جميع رجال الحرب من بني إسرائيل أن يدخلوا ارض الميعاد الرمز , مع العلم بأنهم كانوا جميعاََ قد ختنوا أي حملوا علامة العهد مع الله في أبدانهم , العلامة التي أعطيت لابراهيم ولنسله من الله. وبالرغمِ من أنهم كانوا جميعاََ عاملين بالناموس وتحت ناموس الاعمال. الا أن أي أحد منهم لم يستطع أن يكمل الطريق , ولم يسمح الله لاي منهم أن يدخل ارض الميعاد الرمز.والتي لم تكن الا رمزاََ فقط لارض الميعاد الحقيقية والتي هي أورشليم السماوية.

العبرانيين ( 3 16 ) : لان قوماََ منهم لما سمعوا أسخطوا لكن لا جميع الذين خرجوا من مصر على يد موسى ( 17 ) فعلى من إستشاطَ غضباََ أربعين سنة , اليس على الذين أخطئوا. فسقطت جثثهم في البرية ( 18 ) ولمن أقسم انهم لن يدخلوا في راحته الا للذين كفروا ( 19 ) فنرى إنهم لم يستطيعوا الدخول لكفرهم .

حتى نبي الله موسى وأخيه هرون لم يستطيعا أن يدخلا ارض الميعاد الرمزية , النبي موسى هذا الذي تقول عنه التوراة :

الخروج ( 33 - 11 ) : ويكلم الربُ موسى وجهاََ الى وجهِِ كما يكلمُ المرءُ صاحبهُ ......

الخروج ( 34 - 29 ) : وكان لما نزَلَ موسى من طورِ سيناءَ ولوحا الشهادة في يدِ موسى عند نزولهِ من الجبل

أن موسى لم يعلم أن أديمَ وجههِ قد صار مشعاََ من مخاطبة الربِ لهُ ( 30 ) فنظر هرون وجميع بني إسرائيل الى موسى فإذا أديم وجههِ مشعُُ فخافوا أن يدنوا منهُ .

موسى الذي يسمى كليم الله , لم يستطع ولم يسمح اللهُ لهُ بعبورِ نهر الاردن ليدخُلَ ارض الميعاد الرمزية ( اكرر وأقول الرمزية فقط ) ولخطاْ واحد إرتكبهُ مع أخيهِ هرون عند ماء الخصومة فنرى ذلك في :

( 27 )

العدد ( 20 - 8 ) : خُذِ العصا وأجمع الجماعةَ أنتَ وهرون أخوكَ وكلما الصخرةَ على عيونهم فتعطي مياهها وبعد أن تُخرجَ لهم المياه من الصخرة تسقي الجماعة وبهائمهم. ( 9 ) فأخذَ موسى العصا من أمامِ الربِ كما أمرهُ ( 10 ) وجمع موسى وهرون الجماعة أمامَ الصخرة وقال لهم إسمعوا أيها المتمردون أَنخرجُ لكم من هذهِ الصخرةِ ماءََ . ( 11 ) ورفع موسى يدهُ وضربَ الصخرةَ بعصاهُ مرتين فخرج ماءُُ كثير فشرب منهُ الجماعة وبهائمهم ( 13 ) فقال الربُ لموسى وهرون بما أنكما لم تؤمنا بي ولم تقدساني على عيونِ بني إسرائيلَ لذلكَ لا تدخِلانِ أنتما هولاء الجماعة الارضَ التي أعطيتها لهم.

هرون ماتَ على جبلِ هور عندَ تُخمِ ارضِ أدومَ.ففي :

العدد ( 20 - 24 ) : لينضم هرون الى قومه لانهُ لا يدخُلَ الارض التي أعطيتها لبني إسرائيلَ لانكما عصيتما أمري عند ماءِ الخصومةِ ( 25 ) خُذ هرون والعازار ابنهُ واصعدهما جبلَ هورِِ ( 26 ) وانزع عن هرون ثيابهُ والبسها العازارَ ابنهُ وهرونُ ينضَمُ ويموتُ هناك ............ ( 29 ) ومات هرون هناك في رأسِ الجبلِ ونزل موسى والعازار من الجبلِ .

وأما موسى هذا الذي إختارهُ اللهُ وكلمهُ وتحمل بلايا ورزايا الشعب اليهودي المتمرد الذين يصفهم اللهُ في كتابهِ بأنهم نحاس وحديد لكثرةِ ما يصدؤون . فخطاْ واحد لموسى لم يؤهله دخول ارضِ الميعادِ الرمز , والتي لم تكن الا رمزاََ فقط لارضِ الميعادِ السماوية . فإن كان موسى لم يستطع ولم يستحق دخول ارض الميعاد الرمز , مع العلم إنه كان عاملاََ بالناموس. وكان وأخيه هرون يقدمان ذبائح الخطيئة لغفرانِ خطاياهم وخطايا الشعب.فكيفَ يستطع أحد أي كان أن يدخُلَ ارض الميعاد الحقيقية السماوية وليسَ الرمزية بناموس الاعمال كما تقول ذلك بعضُ الاديان ؟؟ فحينَ يمسحُ خطاْ واحدُُ حسنات عُمرِِ باكملهِ , ومجهود قيادة شعبِِ متمردِِ على الله أربعين سنة , فمن يستطع الدخول إذن ؟؟؟؟

موسى نظرَ ورأى ارض الميعاد الرمزية وحياها من فوقِ جبلِ نبو واليها لم يعبر.

التثنية ( 32 - 48 ) : وكلم الربُ موسى في ذلك اليومِ عينه قائلاََ ( 49 ) اصعد الى جبلِ العباريم هذا جبل نبو الذي في ارض موابَ تجاه أريحا وانظر ارضَ كنعان التي أنا معطيها لبني إسرائيل مِلكاََ ( 50 ) ثُم مُت في الجبلِ الذي أنت صاعِدُُ اليه وانضَم الى قومك كما مات هرون أخوك في جبل هور وإنضم الى قومهِ ( 51 ) لانكما تعديتما علي فيما بين بني إسرائيل عند ماء خصومة قادشَ في برية صينَ ولم تقدساني بين بني إسرائيلَ . ( 52 ) فأنتَ تنظرُ الى الارضِ التي أعطيتها لبني إسرائيلَ مقابلةََ ولكنكَ لا تدخلها .

( 28 )

التثنية ( 34 - 1 ) : ثُم صعد موسى من صحراء موآبَ الى جبلِ نبو الى قمة الفسجة تجاه أريحا فاراهُ الربُ جميع الارض من جلعاد الى دانِِ ( 2 ) وجميع نفتالي وارض أفرائيم ومَنَسَى وجميع ارض يهوذا الى البحرِ الغربي ( 3 ) والجنوبَ والمرجَ بقعةَ أريحا مدينة النخلِ الى صوعر ( 4 ) وقال له الربُ هذه هي الارضُ التي أقسمتُ لابراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ قائلاََ لنسلكم أُعطيها قد أَريتكها بعينيكَ ولكنكَ الى هناكَ لا تعبرُ ( 5 ) فمات هناكَ موسى عبدُ الربِ في ارضِ موآبَ بأمرِ الربِ .

ويقول القديس بولس :
العبرانين ( 11 - 8 ) : بالايمان ابراهيم لما دعي أطاع أن يخرج الى الموضع الذي كان له أن ياخذه ميراثاََ فخرج لا يدري الى أين يتوجه ( 9 ) وبألايمان نزل في ارض الميعاد نزوله في بلاد غربة وسكن في الخيم مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه ( 10 ) لانه إنتظر المدينة ذات الاسس التي الله صانعها وبارئها ( 11 ) بالايمان سارة أيضاََ نالت قوة لحمل النسل وقد جاوزت سن الحمل , وذلك لانها إعتقدت الذي وعد صادقاََ ( 12 ) فلذلك ولد من واحد وهو كالميت نسل كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطيء البحر الذي لا يحصى ( 13 ) في الايمان أولئك كلهم ماتوا غير حاصلين على المواعد بل نظروها وحيوها من بعيدِِ وإعترفوا بأنهم غُرباء ونُزلاء على الارض . .......( 16 ) لكنهم يشتاقون وطناََ أفضل وهو السماوي فلذلك لا يستحي الله أن يُدعى الههم لانهُ أعد لهم مدينة.

........ نعم مدينة سماوية أورشليم السماوية وليس اورشليم الارضية الفانية . إن خطاْ موسى بضربِ الصخرة مرتين كان فادحاََ جداََ , فالفداء تم مرة واحدة ولم تكن الضربة الثانية ضرورية. ولكن الحقيقة إن شك موسى لخوفه من الجماعة الهائجة عليه , دفعهُ الى الضربة الثانية ليتاكد من خروج الماء. فالضربةِ الاولى على الصخرةِ مثلت صلب المسيح والفداء والموت على الصليب ليُوفِرَ ماءَ الخلاص ) دمِهِ ( لخلاص البشر , الماء الحي الذي يجري أنهاراََ للخلاص . أما الضربة الثانية والتي لم تكن ضرورية , فكانت ضربة الحربةِ التي وجهها موسى ( بيد أحدِ الجند الرومان ) الى جنبِ السيد المسيح بعد موتهِ لِيَتَأكَدَ إن الخلاص قد تَم.

وفي يوحنا ( 20 - 27 ) : يقول المسيح لتوما : هاتِ إصبعك الى ههنا وعاين يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناََ.

أي لا تكن يا توما غير مؤمن مثل موسى الذي فتحَ جنبي ليتاكد إن الماء سيخرج من الصخرةِ , ولما كنتُ أنا الصخرة , فتح جنبي بعد أن مُتُ على الصليب وأتممتُ الفداء , فزادَ جروحي هذا الجرح في جنبي , هذا هو جُرح عدمِ الايمان , ضع يا توما يدكَ فيه لتتأكد مثل موسى الذي فتحهُ , وكن مؤمناََ .

( 29 )

فكما ترون إن موسى نظر ارض الميعاد الرمز من بعيد وحياها ولكنهُ لم يستطع دخولها. وكذلك جميع الشعب الذين خرجوا من مصر مع موسى من إبن عشرين سنة فصاعداََ , وكانوا مختونون جسدياََ , ولم يستطيعوا بلوغَ ارض الميعاد الرمز ولم يستحقوا أن يدخلوها.وفي هذا رمزُُ لنا إن كل من يعمل بناموس الوصايا والاعمال لا ولن يستطع أن يكملَ الطريق الى أرض الميعاد الحقيقية أي الى اورشليم السماوية. اي إن من أرادَ بلوغ ارض الميعاد باعمال الناموس فسوف تسقط جثتهُ في صحراء الناموس الصعبة ولن يكمل الطريق الى ارض الميعاد أبداََ .

هنا نتوقف لنتذكر فقد إبتدأ الخروج بإختيار أبرام وتم الاتيان به الى ارض الميعاد كبديل رمزي عن آدم وهو في الجنة . وبعد فشلِ أبرام بالايمان الكامل وسقوطه كما سَبَقَهُ الى ذلك أدم .وكما طُرِدَ أدم من الجنةِ من اجلِ اكلةِِ كذلك تُرِكَ نسلُ إبراهيم يذهبون الى مصر من اجل الاكل ليستعبدوا هناك لحوالي اربعمائة سنة لفرعون. ومن ثُم أناب الله رمزياََ موسى مكانه واعطاه دورهُ عندما قال له:أنظر إني جعلتُك الهاََ لفرعون وهرون يكون نبيك وأخرجا انتم بني إسرائيل من مصر.

وكنا سابقاََ قد وصلنا رمزياََ بعد عبور البحر الاحمر الى نهاية المرحلة الحقيقية التي سارَتهَا البشرية من وقت آدم والى أيام النبي نوح والطوفان الشامل الذي حصل . وهنا عند جبلِ نبو نصلُ رمزياََ الى نهأية المرحلة التي ترمز الى مرحلة التقادم الرمزية والخلاص والبلوغ الى البر الالهي بناموس الاعمال , والى هنا كانت الارض التي سار بها الشعب هي البرية أي الصحراء القاحلة الجرداء المميتة تماماََ كمرحلة الناموس فبالرغم من صلاح الناموس الا انهُ في النهاية يؤدي الى هلاكِ من يطلب الخلاص بهِ ليس لعيبِ فيهِ وإنما لعيبِ في طبيعة الانسان بعد المعصية والخطيئة التي دخلت فيه والتي تشُدَهُ دائماََ الى أسفل وهو يتطلع دائماََ الى فوق.الى بلوغ رضا الخالق والرجوعِ الى مكانته التي خسرها بالسقوط . وهنا ولعلم الخالق بان لا صالح ولا واحد وحيثُ لم يستطع اي من البالغين من بني إسرائيل الذين خرجوا من دار العبودية في مصر على يد النبي موسى عبور نهر الاردن لدخول ارض الميعاد . ثَبُتَ القصد الذي أراد الله أن يبينهُ للبشر أن لا خلاصَ للبشر بإتباع الناموس على الرغم من صلاح الناموس , وعليه كانَت هناك الحاجة لطريقِِ آخر بديل لا ينتقِص ولا يُفَرِط بالناموس وإنما يُتَمِمَهُ وأن يُؤدي الى الوفاءِ بِكُل متطلبات العدل الالهي ويَفي بما كانت الذبائح ترمز اليه الا وهو الفداء فِداء الانسان بِبديلِِ حي أبدي يستطع أن يفي وأن يتحمل الموت الابدي الذي سببتهُ المعصية والخطيئة وأن يساويها ويكافئها ليعيد الامور الى نصابها. وحيثُ ان الذبائح الحيوانية ليسَ لها القدرة لاعطاء المغفرة الابدية والنهائية عن الخطيئة , بل كانت تغطي الخطيئة وتسترها الى حين حيثُ ان الحيوان بألرغمِ من براءتِه الا أنهُ ليسَ لديه صفة الخلود.ولهذا كان الله يترك الشعب يعطشوا مع العلم انهُ كان سابق العلم بإحتياجهم للماء لكي يُبَين لهم انهم في الصحراء سوف يعطشون ولن يرويهم ويلبي إحتياجهم الا الله نفسه , أي أنهُ اذا بقي الشعب تحت ناموس الاعمال والذبائح الحيوانية التي لا تستطيع أن تكفر بصورة نهائية عن خطاياهم فسيحتاجون الى دمِ أبدي بديل أي الى الماء الحي الذي يُفجِرهُ الله نفسه لهم بسفكِ دمه ليُعطي لهم ماءِِ حياََ يجري في داخِلِهم ليعطيهم الحياة الابدية التى يرمون اليها.فيعودوا الى الجنةِ ثانيةََ . أي يعودوا ليدخلوا ارض الميعاد الرمزية والتي تدرُ لبنا وعسلاََ .أي الجنة.

وهنا تبدأُ مرحلة جديدة وطريقة جديدة لم يعرفها الاسرائليون من أمس فما قبلُ .

( 30 )

يشوع ( 3 2 ) : وكان بعد ثلاثة أيام أن جازَ العرفاء في وسط المحلةِ ( 3 ) وأمروا الشعبَ قائلين إذا رأيتم تابوت عهد الرب الهكم والكهنة اللاويون يحملونه فأرحلوا من مكانكم واتبعوه ( 4 ) ولكن ليكن بينكم وبينهُ نحو الفي ذراع من المسافةِ لا تَدنوا منهُ وذلك لتعرفوا الطريق التي تسيرون فيها لأنكم لم تسلكوها من أمس فما قبل . ..........( 8 ) وأنت فَمُر الكهنةَ حاملي تابوتِ العهدِ قائلاََ إذا شرعتُم في حاشية مياهِ الاردنِ فقِفُوا في الاردُنِ ( 15 ) فلما شرعَ حاملوا التابوت في الاردن وإنغمست أقدامُ الكهنةِ حاملي التابوت في حاشية المياه والاردن طافح من جميعِ شطوطهِ كل أيامِ الحصادِ ( 16 ) وقفَ الماءُ المنحدرُ من فوق وقامَ نداََ واحداََ ممتداََ جداََ من لدن مدينة أدمَ التي بجانبِ صرتانَ والماءُ المنحدرُ الى بحرِ الملحِ إنقطَعَ تماماََ وعبِرَ الشعبُ قبالةَ أريحا ( 17 ) فوقفَ الكهنةُ حاملوا تابوتِ عهد الرب على اليبسِ في وسطِ الاردنِ راسخينَ وكل إسرائيلَ عابرون على اليبس حتى فَرِغَ الشَعبُ كلُهُ من عبورِ الاردنِ .

والان لكي نفهَمَ ما حصَل , يجِبُ أن نسال : لماذا قِيلَ للشعبِ لتكن المسافةِ بينهم وبين تابوتِ عهدِ الرب نحو من الفي ذراع ؟؟؟ وعن أي طريقِِ قِيلَ لهم : لتعرفوا الطريق التي تسيرون فيها لأنكم لم تسلكوها من أمس فما قبل ؟ فلقد كانَ الطريق واضحاََ للعيان , الا وهو عبور نهرِ الاردن الذي سَيَتُمَ شَقِهِ لهم بِإعجوبةِِ الالهية لتسمحَ لشعبِ الله المختار الرمز بالعبورِ على اليبسِ؟؟؟؟

( 31 )

إن المسافة التي هي نحو من الفي ذراع ليست الا الفترة التي يَسبُقَ السيد المسيح شعبِهِ المختار الحقيقي دخولَ الامجادِ السماوية . أي الفترة التي تبدأُ بميلادهِ وموتِهِ وظهور تابوت عهدهِ في هيكلهِ السماوي أي وقت دخول شعبهِ الى الامجادِ السماوية بعده , أي وقت نهاية العالم.

أما الطريق الجديدة التي لم يسلكها الاسرائليون من أمس فما قبل فهي طريق الخلاص بألعماذِ والايمانِ . وهذهِ رُسِمَت لَهُم رمزياََ في وسَطِ نهرِ الاردنِ , وإن كانوا لا يعلمونَ ما هُم عاملون؟؟ وما مغزى ذلك ؟؟؟ حيثُ كانَ محجوباََ عنهم فهُم كانوا يَعملونَ الاشياءَ التي يَطلبُها الربُ , ولَم يَسألَ أحدُُ منهم لماذا هكذا ؟؟؟

فإنهم كانوا منشغلون يريدون إمتلاكَ الارضَ الرمز التي وهبها اللهُ لهم . وأما الطريق التي كانوا يعرفوها من أمس فما قبل , فكانت طريق الخلاصِ بأعمالِ الناموس وذبائح الخطيئة , ولَم يُكمِلَ هذا الطريق الى أرضِ الميعادِ الرمزِ أياََ من ال (0 5 5 , 6 0 3 ) المتجرد للحربِ من ابن عشرين سنة فصاعداََ من جميع الذينَ خرجوا من ارضِ مصرَ على يدِ النبي موسى. والان في نهرِ الاردنِ , رُسِمَت لَهُم طريق جديدة للخلاًصِ , طريق العماذِ والايمانِ. طريق جديدة يقول عنها حزقيال النبي :

حزقيال ( 47 - 1 ) : ورجَعَ بي الى مدخلِ البيتِ فإذا بمياهِِ تخرُجُ من تحتِ عتبةِ البيتِ نحو الشرقِ لأن وجهَ البيتِ نحو الشرقِ والمياه تنزلُ من تحت من جانبِ البيتِ الايمنِ عن جنوبِ المذبحِ ( 2 ) وخَرجَ بي من طريقِ بابِ الشمالِ ودارَ بي في الطريق الخارجي الى البابِ الخارجي عند الطريق المتجهِ نحو الشرقِ فإذا بالمياهِ تجري من الجانب الايمن ( 3 ) ولما خرجَ الرجلُ نحو الشرقِ كان بيدهِ خيطُ فقاسَ الفَ ذراعِِ وإجتازَ بي في المياهِ والمياهُ الى الكعبينِ ( 4 ) ثُمَ قاسَ الفاََ وإجتازَ بي في المياهِ والمياهُ الى الركبتين ( 5 ) ثُمَ قاسَ الفاََ وإجتازَ بي والمياهُ الى الحقوين. ثُمَ قاسَ الفاََ فإذا بنَهرِِ لم أقدر على الاجتيازِ فيهِ لأن المياهَ صارت طأغيةََ مياهَ سباحةِِ نهراََ لا يُعبرُ ( 6 ) فقال لي إن هذهِ المياه تخرجُ نحو البقعةِ الشرقيةِ وتنزلُ الى الغورِ وتدخُلُ البحرَ. إنها تنصرفُ الى البحرِ فَتُشفى المياهُ ( 9 ) وكُلُ نفسِِ حيةِِ تَزحَفُ حَيثُ يبلِغُ النهرُ تحيا ويكون السَمَكُ كثيراََ جداََ لأن هذهِ المياهَ قد بلغت الى هناكَ فكُلُ ما يَبلُِغُ اليهِ النَهرُ يُشفى ويَحيا.

( 32 )

نعم إنهُ طريق جديد للخلاصِ , طريق الايمان , طريق النعمة التي وهبها اللهُ لِكلَ من يؤمن ويعتمِدَ . وكلُ من عَبِرَ النهرَ يشفى ويحيا لأنهُ رمز للنهرِ الخارج من عرش الله والحمل وبهذِهِ الطريق الجديدة عبروا جميعاََ الى ارضِ الميعادِ الرمزِ , وهُم غير مختونيين جسدياََ .هذهِ الطريق قالَ عنها السيد المسيح الفادي في :

يوحنا ( 14 - 6 ) : أنا الطريق والحق والحياة , لا يأتي أحدُُ الى الاب الا بي. أي بالفداءِ ودمِ المسيح المراقِ على الصليب .

والان نقول : عند صلب السيد المسيح كان وجهه وهو على الصليب نحو الشرق ولِهذا طلبَ الربُ من موسى أن يكونَ بابُ البيت نحو الشرق . ولهذا أيضاََ قالَ الفادي للفريسيين أنا الباب ُ. إن دَخَلَ بي أحدُُ يخلُصُ ويدخل ويخرجُ ويجد مرعى ( يوحنا 10 - 9 ) .

ولما كانَ المسيح على الصليب طُعِنَ جَنبَهُ الايمن وسالت منه الدماء والماء . بالضبطِ كما ورد في حزقيال ألفصل السابع والاربعين : إن المياه تنزلُ من تحت من جانبِ البيت الايمن عن جنوبِ المذبحِ أي من جنبِ المسيح الايمن وكما قال الفادي إنقظوا هذا البيت وأنا أُقيمهُ في ثلاثةِ أيام .

والان نسال : لماذا عَبرَ تابوت عهد الرب أمام شعب الله المختار الرمزِ وبينهم مسافة نحو الفي ذراع ؟؟؟ ثُم لماذا وقف الكهنة حاملي التابوت في وسطِ الاردنِ الى أن فَرِغَ الشعبُ كلَهُ من العبور ؟؟؟ لماذا لم يعبر تابوت عهد الرب أمام الشعب من أولِ نهرِ الاردنِ الى آخِرهِ ؟؟ ولماذا لم يُتِمَ العبورَ أمام الشعبِ, ثُم يعبر الشعبُ بأجمعهِ ؟؟؟ خاصةََ وإن الله نفسه طلبَ أن تكون المسافة بين الشعب

الرمز وتابوت العهد نحو الفي ذراع ؟؟؟ فلماذا لَم يُبقي الله هذهِ المسافة بين الاثنين حتى يَكمُلَ العبور؟؟؟ فنلاحظ :

( 33 )

عند عبور البحر الاحمر إنتقل ملاكُ الله السائر أمامَ عسكرِ إسرائيل فصار وراءهم وإنتقل عمودُ الغمامِ من أمامهم فوقفَ وراءهم وفَصَلَ بينهم وبين عسكرِ فرعون رمزاََ لعسكرِ إبليس. وكانَ عمود الغمام وملاك الله السائر أمامهم يُمثِلَ حضور الله معهم , ولم يقف ملاكُ الله ولا عمودُ الغمامِ في وسطِ البحرِ الاحمر الى أن عبِرَ الشعبُ كلهُ .

ولكن هنا في نهر الاردن رَسمَ اللهُ نهرَ الاردن رمزاََ لنهرِ ماءِ الحياةِ الصافي كالبلورِ الخارج من عرشِ الله والحمل في أورشليم السماوية . ولما كان تابوت العهد رمزاََ لتابوت العهد الذي في الهيكل السماوي , وقفَ تابوتُ العهد المحمول على أكتاف الكهنة في وسطِ الاردن رمزاََ لعرشِ الله والحمل , وليس كالمرةِ الاولى في البحر الاحمر حيثُ لم يدخُلَ الله في البحر مع الاسرائليين ولكنهُ خلصهم من المصريين , أي من دار العبودية الرمز والتي بعدها لَم يُدخِلَهُم أرض الميعاد الرمز إيماءََ الى الجنة بل أدخلهم الى بريةِ سيناء. وهي مرحلة قبل أرضِ الميعادِ التي تدرُ لبناََ وعَسلاََ , بالضبط كما كان الناموس الذي أُعطي لموسى والشعب المختار الرمز مرحلةََ صعبة كصحراء سيناء ومشقاتها , مرحلة قبل مرحلة العماد وختان الايمان بالمسيح , ختان القلب بالايمان , ومرحلة سهلة جديدة , مرحلة الارض التي تدر لبناََ وعسلاََ .

ولأن يهود موسى لم يستطيعوا أن يتخلصوا من التمسكِ بالصحراء ورفضوا دخول أرضِ الميعاد بعد أن كانوا قد وصلوا اليها . أي إنهم تمسكوا بالناموس ناموس الاعمال , ولم يستطيعوا أن يؤمنوا إن الله قادرُُ أن يُدخِلَهُم أرض الميعاد ( اي الجنة ) لأنهم خافوا من سكان الارض ولم يستطيعوا أن يُتِموا الطريق بناموس الايمان . ولعدم إيمانهم أتاههم الله اربعين سنة في صحراء سيناء , في صحراء ناموس الاعمال الصعب. وسقطَ جيلُ عدمِ الايمانِ ولم يخلص منهم أحد , أي لم يدخلَ منهم ارض الميعاد الرمز الا يشوع بن نون وكالب بن يفنا المؤمنان , وأما جيل الايمان , أولاد جيل عدم الايمان الذين إستطاعوا أن يتعظوا من السخط الاول بعد التوهان في البرية أربعين سنة , أمنوا بالله فعبروا الاردن ووصلوا ارض أرض الميعاد. أي قبلوا العماد وختان الايمان وفازوا بارضِ الميعاد الرمز.

وعند بداية نهاية مرحلة الصحراء وإقتراب مرحلة دخول ارض الميعاد ماتَ هرون على جبلِ هور. وعندما ضجرت نفوس الشعبِ في الطريقِ عندما رحلوا ليدوروا من حول ارضِ أدومَ وتكلموا على الله وعلى موسى وقالوا لماذا أصعدتنا من مصر لنموت في البرية؟؟أرسلَ الربُ على الشعبِ حياتِِ ناريةََ فلدغت الشعبَ وماتَ منهم قَومُ كثيرونَ. كذلكَ الان قبلَ بداية نهاية العالم ولايمانهم بالخلاص بناموس الاعمال وقبلَ رجوعهم الى أرضِ فلسطين ثانيةََ لدغتهم حياتُ هتلر في أوربا وقتَلَت منهم قَوماََ كثيرين .

( 34 )

والان وبعد نحو من الفي سنة عادوا ثانية يطلبون الارض ولم يفهموا إنهم إنما يعودون لكي يقبلوا الايمان بالمسيح المصلوب كفارة عن الخطايا , قبلَ النهاية نهاية هذا العالم .

ولهذا السبب عينه صنع الاسرائليون الفصح في الجلجالِ بعد عبور نهر الاردن في الرابع عشر من الشهر الاول إيماءََ لفصح المسيح بعد أن كانوا قد تاهوا أربعين سنة في الصحراء . والان عادوا بعد أن تاهوا في صحراءِ الناموس في برية العالم نحو من الفي سنة ولم يفهموا إنهم إنما يعودون لكي يقبلوا الايمان بالمسيح المصلوب لكي يدخلوا أورشليم السماوية وليس الارضية فراحوا يستوطنون الارض التي سوف تفنى غير عالمين إن رفضهم كان لمصالحة العالم والان جاءَ دورهم هم أخيراََ قبلَ النهاية.وهذا ما قاله القديس بولس :

رومية ( 11 - 15 ) : لانهُ إن كانَ رفضُهم هو مصالحةَ العالمِ فماذا يكون قبولُهمُ الا حياة من بينِ الامواتِ ( 16 ) وإن كانت الباكورة مقدسةََ فكذلك العجينُ. وإن كانَ الاصلُ مُقَدَساََ فكَذَلِكَ الفروعُ .

والان دعنا نرى ماذا يقول يشوع عن نهر الاردن عند عبور الاسرائليين :

يشوع ( 3 - 15 ) : ولما شرعَ حاملوا التابوت في الاردن وإنغمست أقدامُ الكهنةِ حاملي التابوتِ في حاشية المياهِ والاردنُ طافحُُ من جميعِ شطوطهِ كُل أيامِ الحصاد .

فنرى إن الرمز أي نهر الاردن حمل نفس صفة نهر الجنةِ في أورشليم السماوية حيثُ المياه طاغية , مياه سباحةِِ نَهرُُ لا يُعبر.
ولهذا السبب عينه كانَ يوحنا المعمدان يُعَمِد الناس في نهرِ الاردن إيماءََ لنهر ماء الحياةِ , أي إن يوحنا كان يعمدَ الناس في نهر الاردن لانهُ سبَقَ ورُسِمَ النهرَ رمزاََ لنهر ماء الحياة في الجنةِ وقت العبور .وكانَ هذا العماد تأكيداََ لِما جاءَ في نبؤة حزقيال في الفصل السابع والاربعين : من أن كل نفس حيةِِ تزحفُ حيثُ يبلغ النهر تحيا , وكل ما بَلَغَ اليه النهرُ يشفى ويحيا. أي تغفرُ خطاياها لانها تغسلُ بالماءِ الخارجِ من جنبِ السيد المسيح المصلوب ودمهِ الطاهر. هذا هو الماء الخارج من عَرشِ الله والحمل .

وأما لماذا نحو من الفي خطوة بين الاسرائليين وتابوت العهد ؟؟ فذلكَ لأن السيد المسيح قد سَبَقَ شعبَ الله المختار الحقيقي , ودخَلَ العرشَ السماوي قبل نحو الفي سنة فتقول الرؤيا :

الرؤيا ( 12 - 4 ) : ووقفَ التنينُ قبالة المرأة المشرفةِ على الولادة ليبتلِعَ ولدها عندما تَلِدَهُ ( 5 ) فولدت ولداََ ذكراََ هو مزمع أن يرعى جميع الاممِ بعصا من حديد فأُختطِفَ ولدها الى الله والى عرشِهِ.

أي إن الفادي المصلوب على الصليبِ كانَ الباكورة , باكورة الراقدين وأول من قامَ من بين الاموات , وصعِدَ الى السماء , وجلَس عن يمين القدرة.

( 35 )

ويقول القديس بولس في :
كورنتس الاولى ( 15 - 20 ) : لكنَ الحال إن المسيح قد قامَ من بين الامواتِ وهو باكورة الراقدين ( 21 ) لأنهُ بما أن الموت بإنسان فبإنسان أيضاََ قيامةُ الامواتِ ( 22 ) فكما في آدم يموت الجميع كذلك في المسيح سيحيا الجميع ( 23 ) كل واحد في رتبتِه المسيح على أنه باكورة ثُمَ الذين للمسيح عند مجيئه ( 24 ) وبعد ذلِكَ المنتهى متى سلم الملك لله الاب , متى أبطلَ كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة. ( 25 ) لأنه لابد أن يملك حتى يضعَ جميع أعدائهِ تحت قدميهِ ..... .

فالسيد المسيح أُختطِفَ الى الله والى عرشِهِ وكان هو الباكورة , وأما من هم للمسيح وإعتمدوا وبيضوا حُلَلَهُم بدمهِ فعند مجيء المسيح في نهاية العالم ( قبل المنتهى ) يدخلون الى هيكلهِ السماوي ويكون بينهم وبين المسيح نحو من الفي سنة أو الفي خطوة . وفي :

يشوع ( 4 - 1 ) : وكان لما فرغ الشعب كله من عبورِ الاردن , أن الرب كلم يشوعَ قائلاََ ( 2 ) خذوا لكم من الشعب اثنى عشر رجُلاََ من كلِ سبطِِ رجلاََ ( 3 ) ومروهم قائلين إرفعوا من ههنا من وسطِ الاردن من موقف أرجل الكهنة, اثني عشر حجراََ واعبروا بها وضعوها في المبيت الذي تبيتون فيه الليلةِ ........... ( 7 ) .....فتكون هذهِ الحجارة تذكرة لبني إسرائيل الى الابدِ ( 8 ) فصنع كذلك بنو إسرائيل على حسبِ ما أمرهم يشوعُ وأخذوا اثني عشر حجراََ من وسطِ الاردن كما قالَ الربُ ليشوعَ على عددِ أسباطِ إسرائيل وعبروا بها الى المبيت ووضعوها هناك ( 9 ) ونصَبَ يشوع إثني عشر حجراََ في وسَطِ الاردن في موقفِ أرجل الكهنةِ حاملي تابوتَ العهدِ وهي هناك الى يومنا هذا ( 10 ) ولم يزل الكهنةُ حاملوا التابوتِ واقفين في وسطِ الاردن الى أن تَمَ كل ما أمرَ الربُ يشوع أن يقولهُ للشعبِ , مثلما أمر موسى يشوع وأسرعَ الشعبُ وعبروا ........ ( 15 ) وكلم الربُ يشوع قائلاََ ( 16 ) مُر الكهنةَ حاملي تابوت الشهادةِ بأن يصعدوا من الاردن ....... ( 18 ) فكان عندما صعدَ الكهنةُ حاملوا تابوت عهدِ الرب من وسطِ الاردن ونقلوا أخامص أقدامهم الى اليبسِ أن مياهَ الاردن رجِعَت الى موضعها وجرت كما كانت تجري من أمسِ فما قبل على جميع شطوطهِ ........ ( 20 ) والاثني عشر حجراََ التي أخذوها من الاردن نصبها يشوعُ في الجلجالِ ( 21 ) ثُمَ كَلَمَ بني إسرائيلَ قائلاََ : إذا سال بنوكم غداََ آباءهم وقالوا ما هذهِ الحجارةِ ؟؟؟ ( 22 ) تُخبرون بنيكم قائلين على اليبسِ عَبِرَ إسرائيل هذا الاردن ( 23 ) والربُ الهكم جَففَ مياه الاردن قدامكم حتى عبِرتُم ( 24 ) كما صنع الربُ الهكم ببحرِ القزم الذي جففَهُ قدامنا حتى عبِرنا ( 25 ) ولِكي تَعلَمَ جميعَ شعوبِ الارضِ أن يدَ الربِ قديرة ولكي تتقوا الربَ الهكم كل الايامِ .

( 36 )

والان نسال لماذا رفعَ إثني عشر رجلاََ , من كل سبطِِ رجل إثني عشر حجراََ من تحت أرجل الكهنة حاملي التابوت من وسطِ الاردن , واخرجوهم ووضعوهم عبرَ النهر في الجلجالِ في مكانِ المبيت ؟؟؟ وما معناه ؟؟؟ ثُمَ لماذا أخذَ يشوعُ إثني عشر حجراََ أُخرى ووضعها في وسطِ النهرِ في موقفِ أرجل الكهنةِ حاملي التابوت ؟؟؟ ويقولَ الكتابُ إنها هناك الى يومنا هذا . وما معناه ؟؟؟ هل عَلِمَ يشوعُ نفسهُ بمعنى هذه الامور التي عَمِلَها ؟؟؟ وما هي رموزها ؟؟؟؟ هل كان حريصاََ أن لا تنقُصَ أحجارُ النهرِ مثلاََ ؟؟؟

وقبل أن نُجيبَ على هذه الاسئلة دعنا نرى ما يقوله القديس يوحنا في رؤياه :

الرؤيا ( 21 - 10 ) : وذَهَبَ بي في الروحِ الى جبلِِ عظيمِِ عالِِ وأراني المدينة المقدسةِ أورشليم نازلة من السماءِ من عندِ الله ( 11 ) ولها مجد الله ونيرها يشبهُ أكرم حجرِِ كحجرِ يُشب صافِِ كالبلورِ ( 12 ) ولها سور عظيم عالِِ وإثنا عشر باباََ وعلى الابوابِ إثنا عشر ملاكاََ وعليها أسماءُُ مكتوبةُُ وهي أسباطُ بني إسرائيلَ الاثنا عشرَ . ( 13 ) الى الشرقِ ثلاثةُ أبواب والى الشمالِ ثلاثة أبوابِِ والى الجنوبِ ثلاثةُ أبوابِِ والى الغربِ ثلاثةُ أبوابِِ ( 14 ) ولسورِ المدينةِ اثنا عشرَ أساساََ فيها أسماء رُسلِ الحملِ الاثني عشرَ ( 15 ) ...... ( 18 ) وبناءُ سورها من حجرِ اليشبِ والمدينةُ من ذهب نقي يشبهُ الزجاج الصافي ( 19 ) وأُسسُ سورِ المدينةِ مزينةُُ بكلِ حجرِِ ثمينِِ .فالأساس الاولُ يشبُُ والثاني لازوردُُ والثالثُ عقيقُُ يمانِِ والرابعُ زُمردُُ ( 20 ) والخامسُ ماسُُ والسادس ياقوتُُ أحمرُ والسابع حجرُ ذَهَبِِ والثامن جَزعُُ والتاسع ياقوتُُ أصفرُ والعاشرُ عقيقُُ أخضرُ والحادي عشرَ إسمنجونيُُ والثاني عشرَ جمشتُُ ( 21 ) والابوابُ الاثناعشر إثنتا عشرَ لؤلؤةََ كل واحدِِ من الابوابِ لؤلؤة .............( 27 ) ولا يدخلها شيءُُ نجسُُ ولا فاعلُ الرجسِ والكذبِ الا الذينَ كُتِبوا في سفرِ الحياةِ للحملِ .

( 37 )

فالان نعلم إن الاثنا عشر حجراََ التي أُخِذت من وسطِ الاردن من موقفِ أرجلِ الكهنة وعَبَرَ بها الاثناعشر رجُلاََ من كلِ سبط رجلاََ لم تكن الا رمزاََ لإثنا عشر لؤلؤة.إثنا عشر باباََ من أبوابِ أورشليم السماوية . أُخِذت رمزاََ من وسطِ الاردن من تحتِ ارجل الكهنة حاملي التابوت , حيثُ ان أبواب أورشليم السماوية مكتوبُُ عليها أسماء أسباط إسرائيل الاثناعشر , وهذهِ نصبها يشوعُ في الجلجالِ تذكاراََ لبني إسرائيل . ولكي تَعلَم شعوبُ الارضِ ما دبَرهُ الله من خِطَةِِ لخلاصِ البشرِ . وهنا أُكرر ولكي تعلم شعوب الارضِ ما دبرهُ اللهُ من خطةِِ لخلاصِ البشرِ . وما أعدهُ للمخلصين :

مدينة سماوية يسكنها اللهُ معَ شعبهِ المخلصين المختارين .

وأما الاثناعشر حجراََ التي نصَبها يشوع في وسطِ الاردن في موقفِ أرجل الكهنة حاملي التابوت , لم تكن الا رمزاََ للإثناعشر أساساََ لسورِ المدينة السماوية , التي سُمِيَت بِأسماءِ رسل الحمل الاثني عشر . وتصِفُ الرؤيا هذهِ الحجارة السماوية التي رُمَِز اليها بالحجارة التي وضعها يشوع في الارضِ في وسطِ النهرِ باحجارِِ كريمة من اليشبِ واللازوردِ والعقيقِ والزمردِ والماسِ والذهبِ وهكذا . ونُذَكِر هنا بما قالهُ لهُ المجد الفادي في :

متى ( 16 - 15 ) : قال لهم يسوعُ وأنتم من تقولونَ إني هوَ ( 16 ) أجابَ بطرسُ قائلاََ أنتَ المسيحُ ابن الله الحيِ ( 17 ) فاجابَ يسوعُ وقال طوبى لكَ يا سمعان بن يونا فإنهُ ليس لحمُُ ولا دمُُ كشفَ لكَ هذا لكِن أبي الذي في السماواتِ ( 18 ) وأنا أقولُ لكَ أنتَ الصفاةُ وعلى هذهِ الصفاة سأبني كنيستي وأبوابُ الجحيمِ لَن تقوى عليها.

نعم الصفاة أي الصخرة أي الحجر , فقد كانَ سمعان هو أولَ من عَلِمَ بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحي , فكانَ هو أولَ حَجَرِ أساس وضِعَ في سورِ المدينة السماوية , أورشليم السماوية , والرمزُ لها كنيسةِ المسيح وأبواب الجحيم لن تقوى عليها .ونرى ما يقوله القديس بولس في :

كورنتس الاولى ( 3 - 10 ) : أنا بحسبِ نعمةِ الله التي أُوتيتُها كبناءِِ حكيمِِ وضَعتُ الاساسَ وآخر يبني عليه ( 11 ) إذ لا يستطع أحدُُ أن يضَعَ أساساََ غير الموضوع وهو يسوع المسيح ( 12 ) فإن كان أحد يبني على هذا الاساس ذَهباََ أو فضة أو حجارة ثمينة أو خشباََ او حشيشاََ أو تبناََ ( 13 ) فإن عملَ كل واحد سيكون بيناََ لأن يوم الرب سيُظهِرَهُ إذ يعلَنَ بالنارِ وستمتحن النارُ عمل كل واحدِِ ما هو ( 14 ) فمن بقي عمله الذي بناهُ على الاساسِ فسينالُ أجرهِ ( 15 ) ومن إحترقَ عملهُ فسيخسر الا أنهُ سيخلُصَ ولكن كما يخلصَ من يمرَ في النارِ ( 16 ) أمأ تعلمونَ إنكم هيكل الله وان روح الله مستقِرُُ فيكم ( 17 ) من يُفسِد هيكلَ الله يُفسِده الله لأن هيكل الله مُقَدَسُُ وهو أنتُم .

فنرى إن القديس بولس يقول : إن حجارة الاساسات هي تلاميذ المسيح , والاساس كلهُ هو المسيح . ومن أتى بعد المسيح وتلاميذ المسيح فهو يبني على الاساس. على أساسِ عملهم وستمتحن النارُ بناءَهُ . لا تنسوا لا تبنوا عملاََ يحترق .

( 38 )

بقلم / عبد الاحد داؤد

6 / 7 / 1994  


"إكمل"
"إرجع إلى ألبداية"