تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي - وعلاقتها بالماض والحاضر والمستقبل

الحلقة الثالثة عشر

في هذهِ الحلقة سنتكلم عن الضربات والجامات الالهية السبعة الاخيرة وما يحصل لمن تبقى من البشر على الارض, وخاصةََ الذين قبلوا سمة المسيح الكذاب, وكذلك عن توقف الزمن:

في الحلقة الماضية تكلمنا عن القيامة الاولى اي قيامة الابرار والاختطاف, ولكن ماذا عن الاشرار؟ ماذا عن الذين يقاومون الحق؟ ماذا عن الذين يسجدون لصورة الوحش؟ ماذا عن الذين يريدون أن يُخَلِصُوا أجسادهم فتهلك نفوسهم؟ فما الذي يحصل لهم في الدنيا والاخرة؟

البشر الباقين على الارض بعد القيامة الاولى, هم من الذين عليهم سمة الوحش اي سمة المسيح الكذاب, والغير مؤمنين بالمسيح وبفدائه من جميع اطياف البشر والديانات, وكذلك المؤمنين الفاترين الضعيفي الايمان الذين هم بين مصدق وبين مكذب ومتذبذب في الايمان بخلاص الرب يسوع وهولاء هم الكنيسة الاخيرة على الارض اي كنيسة لاودوكية, فهذهِ الفترة الزمنية المتبقية هي الفرصة الاخيرة لأعضاء هذهِ الكنيسة لكي يتتشَددوا ويتقوى إيمانهم وإِلا ... !!

الرؤيا تقول: فنرى

الرؤيا الفصل الخامس عشر: (1) ورأيتُ آية اخرى في السماء عظيمة عجيبة سبعةُ ملائكة معهم الضربات السبع الاخيرة لانه بها تَم غضب الله. (2) ورأيتُ مثل بحر من الزجاج مختلط بالنار والذين غلبوا الوحش وصورته وعدد إسمه واقفين على بحر الزجاج ومعهم كنارات الله. (3) وهم يسبحون تسبيحة موسى عبد الله وتسبيحة الحمل قائلين عظيمة وعجيبة أعمالك أيها الرب الاله القدير وطرقك يا ملك الدهور عدل وحق. (4) فمن لا يخافُكَ أيها الرب ولا يُمجد إسمكَ فإنك أنت وحدك قدوس وجميع الامم سيأتون ويسجدون أمامك لان أحكامك قد كُشِفَت. (5) وبعد ذلك رأيتُ فإذا بهيكل مسكن الشهادة في السماء قد إنفَتح. (6) فخرج من الهيكل الملائكة السبعة الذين معهم الضربات السبع وهم لابسون كتاناََ لامعاََ ومتمنطقون عند صدورهم بمناطق من ذهب. (7) فناول واحد من الحيوانات الاربعة الملائكة السبعة جامات من ذهب مملؤة من غضبِ الله الحي الى دهر الدهور. (8) وإمتلاءَ الهيكل دخانا من مجد الله ومن قوته ولَم يستَطِع أحد أن يدخُل الهيكل حتى تمت سبع ضربات الملائكة السبعة.

ماذا سيفعل الملائكة السبعة بهذِهِ الجامات السبعة؟

الرؤيا الفصل السادس عشر: (1) وسمعت صوتاََ عظيما من الهيكل قائلا للملائكة السبعة إذهبوا وصبوا جامات غضب الله على الارض. (2) فذهب الاول وصب جامه على الارض فحدث في الناس الذين عليهم سمة الوحش وفي الذين يسجدون لصورته قرح خبيث اليم.

(وكانت الدورة الاولى في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام الاول )

(3) وصب الملاك الثاني جامه على البحر فصار دماََ كدم الميت فماتت كل نفس حية في البحر.

(وكانت الدورة الثانية في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام الثاني )

(4) وصب الملاك الثالث جامه على الانهار وعلى عيون المياه فصارت دماََ (5) وسمعتُ ملاك المياه يقول عادل أنت أيها الرب الكائن والذي كان القدوس إذ قضيت هكذا. (6) لانهم سفكوا دماء القديسين والانبياء فأعطيتهم دماََ ليشربوا إنهم مستحقون. (7) وسمعت آخر يقول من المذبح نعم أيها الرب الاله القدير حقُُ أحكامك وعدل.

(وكانت الدورة الثالثة في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام الثالث)

(8) وصب الملاك الرابع جامه على الشمس فأُبيح لها أن تُعذِب الناس بحر النار (9) فعذب الناس بحرِِ شديد وجدفوا على إسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات ولم يتوبوا فيُمَجِدوه.

(وكانت الدورة الرابعة في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام الرابع)

 (10) وصب الملاك الخامس جامه على كرسي الوحش فإظلمت مملكته وجعلوا يعضون على السنتهم من الوجع. (11) وجدفوا على إسم اله السماء من أوجاعهم وقروحهم ولم يتوبوا من أعمالهم.

(وكانت الدورة الخامسة في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام الخامس)

(12) وصب الملاك السادس جامه على نهر الفرات العظيم فجف ماوءه ليتهيأ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس. (13) ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة تشبه الضفادع. (14) فإنها أرواح شياطين تصنع عجائب وتنطلق الى ملوك المسكونة كلها لتجمعهم الى قتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القدير. (15) ها أنا آتي كاللص فطوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه فلا يمشي عرياناََ فينظروا سوءته. (16) فجمعهم الى الموضع المسمى بالعبرانية هرمجدون.

(وكانت الدورة السادسة في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام السادس)

وفي أيام الجام السادس نحن في أيام كنيسة لاودوكية (اللاذقية) فتذكروا كلام الرب الى هذه الكنيسة في أيامها فيقول لها الرب (ف 3 - 17): وبما إنك تقول أنا غني وقد إستغنيتُ ولا حاجة بي الى شيء ولست تعلم إنك شقي وبائس ومسكين وأعمى وعريان (18) فأنا أُشير عليك أن تشتري مني ذهباََ مصفى بالنار حتى تستغني وثِياباََ بيضاََ حتى تلبس ولا يظهر خُزي عُريتِكَ وذروراََ تكحل به عينيك حتى تبصر.

والان قارنوا كلام (ف 3 - 17) مع الفقرة الخامسة عشر من الفصل السادس عشر, لكي تلاحظوا إِنَّ الكلام موجه لكنيسة لاودوكية.

وتقول الفقرة (15): ها أنا آتي كاللص. , .. ونقول متى؟ فيقول القديس بولس:

تسالونيكي الاولى(5 - 2): لأنكم تعلمون يقيناََ إن يوم الرب هكذا يأتي كأللص في الليل (3) فحين يقولون سلام وأمن فوقتئذِِ يدهمهم الهلاك بُغتَةََ دهم المخاض للحبلى فلا يفلتون.

الرؤيا(16 - 17): وصب الملاك السابع جامه على الهواء فخرجَ صوتُُ عظيم من الهيكل من عند العرش قائلاََ قد إنقضى. (18) فحدثَ أصوات ورعود وكانت زلزلة شديدة حتى إنه لم يكن منذُ كون الانسان على الارض زلزلة بهذه الشدة. (19) وصارت المدينة العظيمة ثلاث أقسام وسقطت مدن الامم, وذُكرَت بابل العظيمة أمام الله حتى يسقيها كأس خمر سخطه وغضبه. (20) وهربت كل جزيرة والجبال لم توجد. (21) ونَزَلَ من السماء على الناس بَرَدُُ ضخم نحو وزنة وجدفَ الناس على الله لضربة البَرَد لآن ضربه كانت عظيمة جداََ.

(وكانت الدورة السابعة في اليوم السابع حول مدينة أريحا رمزاََ للجام السابع)

وكما يقول سقطت مدن الامم. هكذا أيضاََ سقطَ سور اريحا بالزلزلة كرمز لسقوط مدن العالم أجمع بعد الجامات السبعة. وكما أُخِذَت أريحا وأُبسلَت للرب وأُحرِقَت بالنار هكذا يكون حال مدن العالم أجمع. ولكن تذكروا إن كل من يدعوا بإسم الرب يخلص وينجو, فراحاب الزانية لم تكن إلا المثال والرمز فقط. وهنا فقط للذكرى, نرجِع الى سفر يشوع, عسى أن تنفع الذكرى:

يشوع(6 - 4):  ويحمل سبعة كهنة سبعة أبواق الهتاف أمام التابوت وفي اليوم السابع تطوفون حول المدينة (أريحا) سبع مرات وينفخ الكهنة في الابواق. (5) ويكون إذا إمتد صوت قرن الهتاف إذا سمعتم صوت البوق ان جميع الشعب يهتفون هتافاََ شديداََ ...... فيسقط سور المدينة في موضعه فيصعد الشعب كل واحد على وجهه .......(16) فلما كانت المرة السابعة نفخ الكهنة في الابواق فقال يشوع للشعب إهتفوا فقد أسلم الرب المدينة اليكم ...... (20) فهتف الشعب ونفخوا في الابواق فكان عند سماع الشعب صوت البوق ان الشعب هتفوا هتافا شديداََ فسقطَ السور في مكانه. فصعد الشعب كل واحد على وجهه وأخذوا المدينة. (21) وأبسلوا جميع ما في المدينة من رجل وإمرأة وطفل وشيخ وحتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. ........ (23) فدخل الغلامان الجاسوسان وأخرجا راحاب وأباها وأمها وإخوتها وجميع ما هو لها وسائر عشائرها وأقاموهم خارج محلة إسرائيل. (24) واحرقوا المدينة وجميع ما فيها بألنار.

والان نسأل النبي أشعيا عن حال العالم بعد الجامات السبعة؟ فيقول:

أشعيا(24 - 1): ها إن الرب يخرب الارض ويخليها ويقلب وجهها ويبيد سكانها (2) فيكون الكاهن كالشعب والسيد كالعبد والمولاة كأمتها والبائع كالشاري والمقترض كالمقرض والدائن كالمديون. (3) تُخَرب الارض تخريباََ وتنهب نهباََ لان الرب قد تكلم بذلك الكلام. (4) قد ناحت الارض وذبلت. خارت المسكونة وذوت. خارت عزة شعب الارض. (5) قد تدنست الارض تحت سكانها لانهم تعدوا الشرائع ونقضوا الحق ونكثوا عهد الابد. (6) فلذلك أكلت اللعنة الارض وعوقِبَ الساكنون فيها وإحترق سكان الارض فبقي نفر قليل ....(13) وسيكون ما بقي في وسط الارض بين الشعوب كما إذا نُفِضَت زيتونة وكالخصاصة إذا فرغ القطاف ..... (17) الرعب والحفرة والفخ عليك يا ساكِن الارض. (18) فالهارب من صوت الرعب يسقط في الحفرة, والصاعد من الحفرة يؤخذ بالفخ لآن كوى العلاء قد تفتحت وأسس الارض تزلزلت. (19) رضت الارض رضاََ, حُطِمت الارض حطماََ, زعزعت الارض زعزعة. (20) مادت كما يميد السكران وتدلدلت كأرجوحة النائم. ثقلت عليها معصيتها فسقطت ولا تعود تقوم. (21) وفي ذلك اليوم يفتقد الرب جند العلاء في العلاء وملوك الارض على الارض ( 22 ) فيجمعون كما يجمع الاسارى في الجب ويغلق عليهم في السجن وبعد أيام كثيرة يفتقدون (23) فيخجل القمر وتخزى الشمس إذ يملك رب الجنود في جبل صهيون وفي أورشليم ويتمجد أمام شيوخِه.

طبعاََ يملك الرب في أورشليم السماوية (صهيون الحقيقية) ويتمجد أمام شيوخه الذين حول العرش السماوي.

وعن هذه المعصرة يقول النبي أشعيا:

أشعيا(18 - 5): لآنه قبل القطاف حين يتكامل النبت ويصير الزهر حصرماََ قد قارب النضج تقطع القضبان بألمناجل وتنزع الاغصان وتقطب. (6) وتترك كلها لجوارح الجبال ولبهائم الارض, فتُصَيف عليها الجوارح وتشتوا عليها جميع بهائم الارض.

أي إن جثث الاشرار ستترك لجوارح الجبال ولبهائم الارض تسعة أشهر (صيفاََ وخريفاََ وشتاءََ). فمن يقتلهم؟ وكيف يقتلون؟ فتقول الرؤيا:

ألرؤيا الفصل(19 - 17): ورأيت ملاكاََ واقفاََ في الشمس فصرخَ بصوت عظيم قائلاََ لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلموا وإجتمعوا الى عشاء الله العظيم. (18) لتأكلوا لحوم الملوك ولحوم القواد ولحوم الاقوياء ولحوم الخيل والراكبين عليها ولحوم جميع الاحرار والعبيد والصغار والكبار (19) ورأيتُ الوحش وملوك الارض و جيوشهم قد حُشدوا ليحاربوا الراكب على الفرس وجيشه (20) فقُبِضَ على الوحش وعلى النبي الكذاب الذي معه الذي صنعَ بين يديه العجائب فأضل بها المتسمين بسمة الوحش والذين سجَدوا لصورتِه وطُرح هذان معاََ وهما حيان في بحيرة النار المتقدة بالكبريت. (21) وقتل الباقون بسيف الراكب على الفرس وهو السيف الخارج من فيه. فشبعت كل الطيور من لحومهم.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

معركة هرمجدون هي المعركة بين الوحش اي المسيح الكذاب وملوك الارض الذين معه وجيوشهم مع السيد المسيح وملائكتهِ.

ولقد ضرب الرب لنا مثلا واقعياََ على هذه الحرب بين الرب وبين الوحش (المسيح الكذاب) وملوك الارض الذين معه وجيوشِهِم. وكان ذلك كما سنرى في أيام يشوع بن نون ومع ملوك الاموريين الخمسة.

وهناك شيئان لم نرى تحققهما بعد أو الكلام عنهما الا وهما:

اولاََ: ونزَلَ من السماء على الناس بَرَدُُ ضخم نحو وزنة وجدفَ الناس على الله لضربة البَرَد لان ضربته كانت عظيمة جداّّ. (الرؤيا 16 - 21).

ثانياََ: وأقسم الملاك بالحي الى دهر الدهور خالق السماء وما فيها والارض وما فيها والبحر وما فيه, إنهُ لا يَكونَ زَمانُُ بعد, (7) بل في أيام صوت الملاك السابع متى أزمَعَ أن يبوق يَتِم سُر الله كما بشر به عباده الانبياء (الرؤيا 10 - 6).

وكما قلنا سابقاََ, أن الله نفسه قد أعطى لنا المثال لتوقِف الزمان ليكون تأكيداََ على إتمام القصد في آخر الزمان. ولكن متى سيحصل هذا التوقف؟

فألان دعنا نرى المثال على حرب الرب مع المسيح الكذاب واعوانه وماذا يحصل لهم؟ وكيف يتوقف الزمان أيامها؟

يشوع(10 - 5): فإجتمع ملوك الاموريين الخمسة ملك أورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لاكيش وملك عجلون وكل جيوشهم ونزلوا على جبعون وحاربوها (6) فارسل أهل جبعون الى يشوع ... ......... (7) فصعد يشوع من الجلجال هو وجميع رجال الحرب معه وكل جبابرة الباس (8) فقال الرب ليشوع لا تخف منهم فإني قد أسلمتهم الى يدك فلا يثبت منهم أحد في وجهك ....(10) فهزمهم الرب أمام إسرائيل وضربهم ضربة عظيمة في جبعون وتعقبهم في طريق عقبة بيت حورون وضربهم الى عزيقة ومقيدة (11) وبينما هم منهزمون من وجهه إسرائيل وهم في منهبط بيت حورون, رماهم الرب بحجارة البَرَد عظيمة من السماء الى عزيقة فهلكوا, وكان الذين هلكوا بحجارة البَردِ أكثر من الذين قتلهم بني إسرائيل بألسيف. (12) حينئذِِ كلم يشوع الرب يوم أسلَم الرب الاموريين بين أيدي إسرائيل فقال على مشهد إسرائيل: يا شمس قفي على جبعون ويا قمر اثبت على وادي أيالون. (13) فوقفت الشمس وثبتَ القمر الى أن إنتقَم الشعب من أعدائهم وذلك مكتوب في سفرِ المستقيم. فوقفت الشمس في كبدِ السماء ولم تمل للمغيب مدة يوم كامل. (14) ولم يكن مثلُ ذلك اليوم قبله ولا بعده سَمِعَ الرب لصوت إنسان حيثُ قاتل الرب عن إسرائيل. (15) ثُم رجِعَ يشوع وجميع إسرائيل معه الى محلة الجلجال. (16) وهرِبَ أولئكَ الملوك الخمسة وإختباوا في مغارة بمقيدة. فأُخبرَ يشوع وقيلَ لهُ ان قد وجدَ الملوك الخمسة مختبئين في مغارة بمقيدة. (18) فقال يشوع : دحرِجُوا حجارة كباراََ على فَمِِ المغارة ووكلوا عليها قوماََ يحفظونها. (19) وأنتم لا تقِفوا بل هلموا على أعقابِ أعدائكم وأهلكوا ساقتهم ولا تُمكنوهم أن يدخلوا مدينة من مدائنهم فإن الرب الهكم قد أسلمهم الى أيديكم. (20) ولما فَرِغَ يشوع وبنو إسرائيل من ضربهم ضربة عظيمة جداََ حتى أفنوهم ودخل من بقي منهم المدن المحصنة. ...... (22) فقال يشوع إفتحوا فم المغارة وأخرِجوا لي الملوك الخمسة من المغارة. (23) ففعلوا وأخرجوا له أولئك الملوك الخمسة من المغارة ملك أورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لكيش وملك عجلون. (24) ولما أخرجوا أولئك الملوك الى يشوع. إستدعى يشوع جميع رجال إسرائيل وقال لقواد رجال الحرب الذين ساروا معه تقدموا وضعوا أقدامكم على رِقابِ هولاء الملوك. فتَقَدموا ووضعوا أقدامهم على رقابهم. فقال لهم يشوع لا تخشوا ولا ترهبوا تشجعوا وتشَددوا فإنهُ هكذا يفعل الرب بجميع أعدائكم الذين أنتم تحاربونهم. (26) وضربَهم يشوع بعدَ ذلك وقتلهم وعلقهم على خمسة خشبات ........ .

فنرى إن الرب رمى أعداء إسرائيل وملوكهم الخمسة بحجارة عظيمة من السماء الى عزيقة فهلكوا وكان الذين هَلِكوا بحجارة البَرَد أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بألسيف.

وهذا هو نفس النص الذي ورَدَ في الرؤيا (16 - 21), حيثُ يقول:

ونزَلَ من السماء على الناس بَرَدُُ ضخم نحو وزنة وجدف الناس على الله لضربة البَرَدِ لان ضربته كانت عظيمة جداََ.

فما أتَمهُ الله في منهبطِ بيت حورون مع أعداء إسرائيل هو فقط إتماماََ رمزياََ لما سَيفعله الله بأعداء شَعبه أي مع المسيح الكذاب وأتباعه فسوفَ تسقط حجارة البَرَد على روؤسهم وتكون ضربة عظيمة جداََ.

أما إستجابة الله لطلَبِ يشوع بن نون, بإيقاف الشمس على جبعون والقمر على وادي أيالون. فإن هذا ولاول وهلة يبدوا لإطالة الوقت حتى يستطع بنو إسرائيل من القضاء على أعدائهم. ولكن بالحقيقة إن إيقاف الشمس والقمر لم يكن الا إتماماََ رمزياََ لِوقفِ الزمان, والذي سيحصل في وقت النهاية. حيثُ يتوقف الزمان في أيام بوق الملاك السابع حيثُ يقول في الرؤيا(10-7): بل في أيام صوت الملاك السابع متى أزمعَ أن يبَوق يتم سِرُ الله كما بشر به عباده الانبياء ......ويُقسِم الملاك: إنهُ لا يكون زمانُُ بعد.

ولما كان حسابَ الزمن بألنسبة للبشر يَتِمُ عن طريق حساب الايام والسنين بخروجِ الشمس وغروبها ودوران القمر حول الارض, أي حركتهما, فلذا وجَبَ لوقفِ الزمان: إيقاف الشمس والقمر في كبد السماء كناية رمزية لتوقف الزمان في أيام صوت بوق الملاك السابع, وقبل القبِض على الوحش والنبي الكذاب الذي يصنع العجائب بين يديه, ووضِعَ إبليس في الهاوية والختم عليهِ.

يقول يشوع(10 - 18): دحرجواحجارة كبارا على فمِ المغارة (خاتماََ اليسَ كذلك) ووكلوا عليها قوماََ يحفظونها.

وبعد القضاء على أعداء إسرائيل وضربهم ضربة عظيمة تَم إخراج ملوكهم ووضعهم تحتَ أقدام قواد رجال الحرب وعلى مرأى الشعب

ويقول أشعيا(24 -21):  وفي ذلك اليوم يفتقد الرب جُند العلاء في العلاء, وملوك الارض على الارض (22) فيجمعون كما يجمع الاسارى في الجب ويغلق عليهم في السجن وبعد أيام كثيرة يفتقدون.

وحيثُ توقفت الشمس في كبد السماء قبلَ دخول الملوك في المغارة أيام يشوع بن نون, كذلك هنا سيتَوقَف الزمان قبلَ الختم على إبليس في الهاوية وأثناء قتل جيوش الملوك والامم في هرمجدون.

في الحلقة القادمة سنتكلم عن طرح ابليس في الهاوية, والدينونة الثانية.

عبد الاحد داؤد

15/ 02 / 2010

"إكمل"

"إرجع إلى ألبداية"