الرؤيا(6-5): ولما فتحَ الختم
الثالث سمعت الحيوان الثالث يقول : هلم وانظر : فإذا بفرس أسود (أدهم) والراكب عليه في يده
ميزان (6) وسمعت صوتا في وسط الحيوانات
الاربعة يقول: مكيال حنطة بدينار وثلاثة مكاييل شعير بدينار ولا
تضر الزيت والخمر.
|
ولنرى من هو الراكب على
الفرس الاسود (الادهم) نذهب الى الرؤيا الفصل الثالث عشر.
الرؤيا
الفصل الثالث عشر: ووقف على رمل البحر. (أو ثم وقفتُ على
رمل البحر) ورأيت وحشاََ طالعاََ من البحر وله سبعة أرؤس
وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان ( أكاليل ) وعلى أرؤسه اسماء تجديف (2) وكان
الوحش الذي رأيته يشابه النمر ورجلاه كرجلي الدب وفمه كفم الاسد وقد أتاه
التنين قوته وكرسيه وسلطاناََ عظيماََ (3) ورأيت أحد أرؤسه كأنه جرح جرحا مميتا وجرحه المميت
قد بريء
والارض صارت كلها متعجبة خلف
الوحش. (4) وسجدوا للتنين الذي آتى الوحش سلطاناََ وسجدوا للوحش قائلين من يشبه الوحش ومن يستطع
أن يحاربه. (5) وأُوتي فماََ يتكلم بعظائم وتجاديف
وسلطاناََ أن يفعل إثنين واربعين شهراََ. (6) ففتح فاه بالتجديف على الله وعلى
إسمه وعلى مسكنه وعلى سكان السماء. (7) وأُبيحَ له أن يحارب القديسين ويغلبهم
وأُوتي سلطانا على كل قبيلة وشعب ولسان وأُمة. (8) وسيسجد له جميع سكان الارض
الذين لم تكتب أسماؤهم في سفر الحياة للحمل المذبوح منذ
إنشاء العالم. (9) من له
إذنان
فليسمع. (10) من ساق الى السبي فإلى السبي يساق, ومن قتل بالسيف
فبألسيف يقتل
هنا صبر القديسين وإيمانهم .
الرؤيا(11
– 1): وأُعطيتُ قصبة مثل قضيب وقيل لي قُم وقِس هيكل الله والمذبح
والساجدين فيه (2) وأما الدار التي في خارج الهيكل فإطرحها خارجاََ ولا تقسها فإنها أُعطيت للأُمم وسيدوسون المدينة المقدسة إثنين وأربعين شهراَ.
الرؤيا(11-3): وسأُعطي شاهدي ( سأُقيمُ) فيتنبئان الفا ومئتين وستين يوما, وعليهما مسوح (4) ذانك هما الزيتونتان والمنارتان
القائمتان أمام رب الارض. (5) فإن
شاء أحدُُ أن يضرهما تخرج النار من أفواههما وتأكل أعدائهما. هكذا لابد أن يقتلَ كل من شاء أن يضرهما. (6) إن هذين لهما
سلطان أن يحبسا السماء عن المطر في أيام نبوءتهما ولهما
سلطان على المياه أن يحولاها
الى دم . وأن يضربا الارض بكل ضربة كلما شاءا. (7) وحين يتمان
شهادتهما يحاربهما الوحش
الصاعد من الهاوية ويغلبهما ويقتُلَهما. (8) وتبقى جثثهما في شارع المدينة
العظيمة التي يقال لها بحسب الروح سدوم ومِصر حيثُ صُلِبَ ربُهما (ربنا) أيضاََ. (9) ويرى جثثهما أُناسُُ من الشعوب والقبائل والالسنة والامم ثلاثة أيام
ونصف ولا يدعون جثثهما تدفن في
القبر. (10) ويشمت بهما سكان الارض ويفرحون ويرسل بعضهم الى بعض هدايا لأن هذين النبيين عذبا سكان الارض
(11) وبعد الايام الثلاثة والنصف دخل فيهما روح الحياة من الله فإنتصبا على أقدامهما فوقع على
الذين ينظروهما خوف شديد. (12) وسمعوا صوتا عظيما من
السماء يقول لهما إصعدا الى هنا, فصعدا الى السماء في سحابة
وأعداوءهما ينظرون اليهما (13) وفي تلك الساعة كانت زلزلة عظيمة فسقطَ عِشر المدينة وقٌتِلَ بالزلزلة سبعة الاف من الناس والباقون أخذهم الرعب فمجدوا اله السماء..
|
فدعنا
نفهم
معنى رملِ البحر
التكوين (22– 15): ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء (16) وقال بنفسي أقسمتُ يقول الرب بما إنك
فعلت هذا الامر ولم تدخر إبنك وحيدك عني(17) لآُباركنك
وأُكثرن نسلك كنجوم
السماء , وكالرمل الذي على شاطيء البحر.
ويرثُ نسلك باب أعدائه (18) ويتبارك في نسلك جميع أمم الارض..
يقول الفادي : وتكون اورشليم
مدوسةََ من الامم حتى تكمُلَ أزمنةِ الامم.
لوقا (21 -
20): ومتى رأيتم
اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ إعلموا أنَهُ قد إقترب خرابها (21) حينئذ
ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذين في وسطها فليفروا خارجاََ ,والذين في الكور فلا يدخلوها (22) لان هذه هي أيام إنتقام ليتم كل ما هو مكتوب
(23) وويل للحبالى والمرضعات. في تلك الايام يكون
ضيق عظيم على الارض وسخطُُ
على هذا الشعب (24) ويقعون بحد السيف ويسبون الى جميع الامم .وتكون أُورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل
أزمنة الامم.
ذانك هما
الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام ربُ الارض .
أي زيتونتان ؟؟ وأي
منارتان ؟؟ ونجد الجواب في نبوءة زكريا الذي سأل نفسَ
السؤال قبلنا :
زكريا (4 -
2) : وقال لي ماذا أنتَ
راءِِ ( يا زكريا ) فقلتُ إني رأيتُ فإذا بمنارةِِ كلها ذهب وكوبها
على رأسها وعليها سبعة سُرج وسبعة مساكب للسرج التي على رأسها (3) وعليها زيتونتان إحداهما عن يمين الكوب والاخرى
عن يساره .... (11)
وأجبتُ وقلت ما هاتان
الزيتونتان على يمين المنارة وعلى يسارها (12) ثمَ أجبتُ ثانية وقلت ما غُصنا
الزيتون اللذين يُصِِبان زيتهما الذهبي في الانبوبين
الذهبين. (13) فكلمني قائلاََ ألم تعلم ما
هاتان؟فقلتُ لا يا سيدي (14) فقال هاتان هما :إبنا الزيت الواقفان لدى رب الارض كلها.
وإذا بحثنا في الكتاب المقدس
نجد:
يشوع بن سيراخ44 - :16
أخنوخ أرضى الرب
فنُقِلَ وسيُنادي الاجيال الى التوبة
العبرانيين(11 - 5) : بألايمان نُقِلَ أخنوخ لئلا يرى الموت, ولم يوجد لان الله نقله لانه قبل
نقله شُهِدَ له بأنه أرضى
الله.
ونرى في:
ملاخي (4 –
1): فإنه
هوذا يأتي اليوم المضطرم كالتنور فيكون جميع المتكبرين
وجميع صانعي النفاق عصافة فيحرقهم اليوم الآتي قال ربُ الجنود
حتى لا يستبقى لهم جرثومة ولا أفناناََ ...( 5) هاءنذا أرسلُ اليكم إيليا النبي
قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الرهيب .
وفي متى (11 – 9 ): أم
ماذا خرجتم تنظرون أنبياَ, نعم أقول لكم وأفضل من نبي (10) لان هذا هو الذي كتِب عنه هاءنذا
مرسل ملاكي أمام وجهك يهيء طريقك قدامك (11) الحق أقول لكم إنه لم يقم في مواليد
النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن
الاصغر في ملكوت السماء أعظم منه. (12) ومن أيام
يوحنا المعمدان الى الان ملكوت السماء يغصب والغاصبون يختطفونه (13)
لان جميع الانبياء والناموس تنباوا الى يوحنا. ( 14) وإن أردتم أن
تقبلوا فهو إيليا المزمع أن يأتي.
(15) من له اذنان سامعتان فليسمع.
أشعيا (1 – 10): إسمعوا كلمة الرب يا حكام سدوم, وإصغوا الى
شريعة الهنا يا شعب عامورة. (وكان يخاطِب حكام اورشليم
). وحيثُ مصر هي دار العبودية الارضية فنرى القديس بولس يقول:
غلاطية(4-25): إن اورشليم الحالية
الارضية حاصلة في العبودية مع بنيها.
|
هنا نرى
إن الختم الثالث جاءنا بالفرس الاسود (الادهم), وحسب
تسلسل الرؤيا للفصلين الثاني
عشر والثالث عشر, وحسب
تسلسل الظهور الزمني, نرى إن بعد التنين الاحمر (الاشقر) يأتي الوحش
الطالع من البحر والذي له سبعة أرؤس وعشرة قرون.
والان
بعد أن حددنا الوحش الذي يطابق الختم الثالث حسب التسلسل.
نذهب لنحدد من هو الوحش؟
فما معنى هذه الجملة؟ :ووقف على رمل البحر؟ وفي بعض الاناجيل
يقول ووقفتُ على رمل البحر. أي إن الوحش آتِِ من رمل البحر.
وفي كلتا الحالتين يكون المعنى واحد كما سنرى, فلِماذا وقفَ ابليس
على رمل البحر عندما أراد أن يحارب باقي نسل المرأة (القديسين)
إخوةالمسيح بالايمان والتبني ؟؟
هذا
الوعد ولاول وهلة هو واحد ويعني الكثرة والعدد الوفير لنسل إبراهيم . ولكن
في الحقيقة هو وعـد من شقين,
الاول : كنجوم
السماء التي لا تحصى, ويخصُ به أبناء الموعد نسل الموعد,
والذين هم من إيمان إبراهيم, أي الشعب المختار السماوي أبناء
أُورشليم السماوية الذين
خَلِصوا حسب إنتخاب النعمة وبدم الفادي يسوع المسيح.
كما في دانيال (8 - 9): وخرج من واحد
منها قرن صغير ثم تعاظم جداََ نحو الجنوب, والشرق ونحو
فخر الاراضي (10) وتعاظم حتى على جند السماء وأهبط
الى الارض بعض
الجند والكواكب
وداسها ( اي تعاظم على أبناء
الموعد وسحقهم وداسهم).
وأيضاََ في : دانيال(12-1): ويكون وقتُ ضيق لم يكن منذُ
كانت أُمة الى ذلك الزمان. وفي ذلك الزمان ينجوا شعبك كل من يوجد مكتوبا
في الكتاب (2) وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون بعضهم للحياة الابدية
وبعضهم للعار والرذل الابدي (3) ويضيء العقلاءُ
كضياء الجلد والذين جَعَلوا
كثيرين أبراراََ كألكواكب الى الدهر والابد.
) وفي بعض الاناجيل
): والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر
كألكواكب الى ابدَ الدهور. ( أي المخلصين أبناء الموعد).
ونرى إن الكواكب سماوية وكذلك شعب الله المختار
المخلصين
سماويين
يرثون ملكوت السماء أي يصبحون سكان أُورشليم السماوية, ويملكون مع
الله .
وأما الشق الثاني من الوعد, الذي يقول: كالرمل الذي على شاطيء البحر الذي لا يحصى, فيخُصَ به أبناء الجسد, نسل الجسد نسل إبن الجسد
إسمعيل, والذين هم من نسل أعمال
الجسد الارضيين
وهذا هو تطبيقاََ لوعد الله لإِبراهيم
عندما يقول:
تك(17 –
20): وأما إسمعيل فقد
سمعت قولك فيه, وهاءنذا أُباركه وأُنميه وأُكثرَهُ جدا جداَ, ويلد إثني عشر رئيساََ وأجعله أُمة عظيمة (21) غير إن عهدي أقيمه
مع إسحق الذي تلده لك سارة.
فنرى إن أبناء الجسد الذين كرمل البحر كثرةََ هم أبناء أورشليم الارضية الحاصلة في
العبودية مع
بنيها , ويقول القديس بولس في :
غلاطية (4 –
22) فإنه مكتوب إنه كان لابراهيم إبنان أحدهما
من الامة والآخر من الحرة (23) غير إن الذي من الامة
ولد بقوة الجسد وأما الذي من الحرة فبقوة الموعد. (24) وذلك إنما هو رمز لان هاتين هما
الوصيتان إحداهما من طور سيناء تلد للعبودية فهي
هاجر (25) فإن سيناء هو جبل في ديار العرب, ويناسب أُورشليم
الحالية لان هذه حاصلة في العبودية مع بنيها (26) أما اورشليم
العليا فهي حرة وهي أُمنا (27) لآنه كتب
إفرحي أيتها العاقر التي لم تلد إهتفي واصرخي أيتها التي لم تتمخض لان أبناء
المهجورة أكثر من أبناء ذات البعل (28) فنحن أيها
الاخوة أبناء
الموعد مثل
إسحق (29) غير أنه كما
كان حينئذ المولود بحسب الجسد يضطهد المولود بالروح فكذلك الان ....
ولهذا السبب وقف
ابليس على
رمل البحر,
ليأتي بالوحش الطالع من البحر, من أبناء الجسد بني إسمعيل ليحارب بهم أبناء الموعد المولودين بحسب الروح ( نسل المرأة الذين
يحفظون وصايا
الله وعندهم شهادة يسوع المسيح)
فنرى إن ابليس
وأبناء الجسد الارضيين يحاربون دائماََ لكي يحصلوا على أُورشليم الارضية, أما أبناء الموعد فيتطلعون الى أورشليم
السماوية الحرة فألارضيون يتمسكون بالارضيات,
والسماويون
يتمسكون
بالسماويات
والان بعد أن عرفنا من أين
سيخرج الوحش ومن أي شعب, وأهم غرض هو أبناء الموعد
ومحاربة إيمانهم وعندها نعلم أن هذا الوحش ذات
السبعة أرؤس وعشرة قرون ليس الا الامبراطورية أو الدولة الاسلامية بكل فروعها السبعة, وهذا أيضاََ هو الذي نحصل
عليه, لو سالنا التاريخ؟ من الذي حكم أورشليم ودخلها بعد الرومان؟
والجواب هو نفسه, أي الدولة الاسلامية.
وهنا ومن سوال التاريخ نجد إن الارؤس السبعة هي:
أولا: محمد والخلفاء الراشدون : من سنة
(622) م والى سنة (660) م
ثانياََ: الخلفاء الامويون ودام حكمهم من سنة (660) م والى سنة (750) م
ثالثاََ:
الخلفاء العباسيون :ودام حكمهم في العراق بين سنة (750- 1258).
رابعاََ :
الدولة الفاطمية :والتي إستمرت ما بين سنة (909)م و (1171)م
خامساََ : دولة
الاتراك السلجوقيين:
ودامت ما
بين سنة(055-1423)م.
سادساََ : دولة المماليك في مصر: إستمرت ما
بين سنة(1250-1517)م
سابعاََ :
الدولة العثمانية: والتي إستمر حكمها لغاية سنة (1917) م.
هذه هي الارؤس
السبعة لهذا الوحش, وأما القرون العشرة التي لهذا الوحش والتي عليها عشرة تيجان ( أكاليل ) فهي الدول
الاسلامية العشرة التي تفرعت اليها هذه الامبراطورية في أيامها الاخيرة.
والقول
بأن أحد أرؤسه قد جُرحَ جرحاََ مميتاََ, فهذا حصل للدولة العباسية,
أيام التتار وهولاكو وتيمورلنك, ولكن الجرح بريء وتعجبت كل
الارض.
أما القول بإن الوحش
يشبه النمر ورجلاه
كرجلي الدب وفمه كفم الاسد وقد أتاه التنين قوته وكرسيه وسلطاناََ
عظيماََ. فهذا معناه إن
الدولة الاسلامية شملت على ارض الكلدانيين (الاسد), وارض فارس ومادي (الدب)
وأرض الامبراطورية اليونانية أي الاسكندر المقدوني (النمر),
وقد أتاه التنين سلطانا عظيما فلم يقف أحدُُ أمامه وإستسلمت الامم وخرت له
ساجدة, ولم تقوى على محاربته خوفاََ منه قائلين: من
يشبه الوحش ومن يستطع أن يحاربه!
ويقول أيضاََ : وأُبيح له أن
يحارب القديسين ويغلبهم , وأُوتي سلطاناََ على كل قبيلة
وشعب ولسان وأُمة. وهذا ما حصل فعلاََ فقد غلب الاسلام
كل القبائل أولاََ, ثم الشعوب الوثنية ثانية, ثم المسيحية.
ولم يسلم أحد من يده الا من مات أو دفع
الجزية أو أَسلَمَ . وقد
وصل الى الهند شرقا وإسبانيا غربا. وقد ساق الى السبي الكثيرين
والكثيرات, وقتل بالسيف الكثيرين وكثرت الغزوات, وكثرت الغنائم,
وكان القول الشائع : أَسلِم تسلَم, والا فالموت بحد السيف أو إن كنتَ محظوظا
تدفع الجزية.
هذا هو ما حصل. أسألوا
التاريخ ينبئكم. وهكذا تمت, وستتم محاربة إيمان أبناء
الموعد ونسل المرأة, من قِبل أبناء الجسد بني إسمعيل, فهاهنا
أخيراََ يقتل قاين أخاه هابيل ثانية.
ويقول وأوتي فما يتكلم بعظائم وتجاديف وسلطانا أن يفعل إثنين واربعين شهراََ
ففتح فاه
بالتجديف على
الله وعلى إسمه وعلى مسكنه وعلى سكان السماء.
فكان أول شيء
فعله الاسلام إدعاء إن التوراة والانجيل
محرفين وإنَ المسيح نبي وإبن مريم وأنكر
الصلب والفداء, أي لمحاربة جوهر الموعـد, جوهر إيمان أبناء الموعد. فبدون الصليب
لا يوجد موعد ولا فداء إبن الله, وبدون فداء إبن الله لا
يوجد خلاص وحيثُ لا يوجد صالح ولا واحد, والكل زاغوا وفسدوا, فيذهب الجميع
الى جهنم وبئس القرار. وهذا هو ما يريده ابليس, التنين الذي أعطى الوحش
سلطانا, وهكذا أُغلِقَ طرِيقَ الخلاص أمام ملايين بل
بلايين وبلايين البشر, وأُغلقت عقولهم. وبدل
الخلاص بألفداء المجاني لكلِ من يؤمن, أُعطوا ميزاناََ
يكيلون
به
حسناتهم وسيئاتهم ليحصلوا على الخلاص . ولكن هيهات ثُمَ هيهات فخطيئة واحدة
تذهَبُ بحسنات عمرِِ باكمله. ومن له خطيئة واحدة فقط فلن يرى وجه
الله أبداََ. ولن يدخُلَ الجنةَ أبدا. فمعصية واحدةَََ فقط, أهبطت
آدم وحواء من الجنة ولم تحسب حسناتهم ولم يرد حتى ذكرِ حسنات آدم
وحواء وما عَمِلوا من أعمال في طاعة الله وربِ العباد. وكأنه لم
يكن لهم حتى حسنةََ واحدةََ. فالكتاب أغفل ذكر كل شيء
الا المعصية الواحدة التي
إرتكبوها, وكانت كافية لموتهم وطردهم من الجنة.
فإسألوا نبي الله
موسى : لماذا كان خطأ واحد كافيا ليمنعه الله منعاََ باتاََ من دخول
أرض الميعاد, (وبالرغم من كلِ توسلاته الى الله) والتي قاد من أجل دخولها شعباََ
متمرداََ أكثر من أربعين سنة في صحراء سيناء, وبعد كل ما تحمله وعاناه
مع فرعون مصر؟؟ فعن أي ميزان نتكلمُ وتتَكلمون؟؟
ونسال: كيفَ يكون الله سبحانهُ أَمكَرَ الماكرين ؟؟ فإن
أصبح الله سبحانه وتعالى ماكراََ ومخادعاََ, فأين
نبحثُ عن الصلاح ؟؟ أمعَ الحور الحسان ؟
نعم هكذا الارضيون, وهكذا إدراكُ بني الجَسد. أفبعدَ الايمان, نرجِع الى أعمال الجسد؟
وقبل أن نتكلم عن مدة
التجاديف والسلطان لمدة أثنين وأربعين شهراََ . نذهب
لنرى متى ذُكِرت مدة الاثنين والاربعين شهراََ مرةََ ثانية في الرؤيا ؟؟ لآن هذه هي تلك
أيضاّّ ولهذا وضعَت بنفسِ الصيغة. (إثنين واربعين شهراّ.(
تقول الرؤيا
الفصل الحادي عشر: إن الامم التي أُعطيت الدار التي
في خارج الهيكل ستدوس المدينة
المقدسة إثنين وأربعين شهراَ.َ
ويقول الفصل
الثالث عشر من الرؤيا إن الوحش سيتكلم بالتجاديف لمدة إثنين وأربعين شهراَ.
فالسيد المسيح في
لوقا يتكلم عن إجمالي المدة التي تكون فيها اورشليم مدوسة من الامم من أول المدة والى
آخِرِها.
أي إنه في حال إنتهاء المدة سيرجع اليهود اليها
ثانية.
أما الرؤيا فهي
تتكلم عن الامم التي تدوس اورشليم لجزء من إجمالي المدة والبالغة
إثنين واربعون شهراَ,
أي (42 × 30 = 1260 يوماََ ) إي بحسب النبؤة تكون
المدة (1260) سنة تبدأ من وقت إعطاء الدار التي في
خارج الهيكل وتنتهي في وقت نهاية أزمنة
الامم . وسنرى معنى ذلك .
إن الدار التي
في خارج الهيكل( هيكل سليمان وزربابل ) هي بالحقيقة الغرف الخارجية
الخاصة بالكهنة, وعندما طرحت خارجاََ ولم يسمحُ بقياسها , أُعطيت للامم ,فأقامت مكانها المسجد الاقصى والذي بني بين سنة (705)م وسنة
(710)م. ولو أخذنا
متوسط المدة نحصل على (707) سنة وستة أشهر. وبعد
مضيء مدة (1260) سنة على هذا التاريخ نصل الى
(1260+707.5)
=1967.5
وهذا معناه إن حكم الوحش على اورشليم سيستمر من وقت أخذ الدار الخارجية والى سنة 1967.5م.
وهذا هو
ما تم فعلاََ حيثُ إنتهى الحكم الاسلامي على المدينة ورجِعَ اليهود الى
القدس الشرقية التي كانت هي المقصودة بالنبؤة وحكموها ثانيةََ في الشهر
السادس من سنة 1967
وهذا هو
تاريخ إنتهاء أزمنة الامم التي ذكرها السيد المسيح بالكمال والتمام .
نعم الزيتونتان هما إبنا الزيت الواقفان لدى رب الارض كلها ,وهما الشاهدين الذين سيتنبئان الفا
ومئتين وستين يوما . والان نسأل
من هم ؟
فإذن
أخنوخ هو الاول, فمن هو الثاني ؟؟
إذن إيليا هو الثاني, ونرى إن أخنوخ هو الشاهد على
جميع أبناء الزمان الاول, زمان السقوط, والذي يبدأ من آدم والى إبراهيم, وقد أُختطِفَ ونقل الى السماء لهذا
الغرض وأُبقي حياََ مع إيليا الذي سيشهد على جميع
أبناء الزمان الثاني أي زمان الناموس, والذي يبدأ من إبراهيم والى السيد
المسيح. وهذان الشاهدان أُبقوا أحياء الى وقت النهاية لان الاموات لا
يشهدون.
فنراهم في وقت الشهادة والتي تدوم الفا ومئتين
وستين يوما, أي ثلاثة سنوات ونصف والتي هي نفس المدة التي شهد فيها يسوع
المسيح على الارض وبعدها قُتِلَ وقام حياََ ممجداََ بعد ثلاثة أيام.
ولكي يثبت قصد الله تجاه هذين النبيين الشاهدين ليُفهِمَ البشر بأن هذين الشاهدين كانا من
عنده, يشبههم بسيدهم الفادي المسيح
فيقيمهم من الموت بعد ثلاثة أيام ونصف ( وليس ثلاثة أيام كألمسيح لآن كل واحد حسب رتبتِه).
وكما
حدثت زلزلة قيامة السيد وتدحرج الحجر عن باب القبر (متى
28 - 2) . فهنا أيضا تكون زلزلة عظيمة, زلزلة قيامة الشاهدين من الاموات لان لكل قيامة زلزلة. لاحظ الزلزلة في: حزقيل(37-7) (
.
وفي وقت الزلزلة يقتل بسقوطِ
عشر المدينة بعض الناس. ويأخذ الناس الرعب. ولكن هذا وقتي حيثُ إن
السلطة بيد الذي سيقتل الشاهدين .
ونرى إن
الله لا يسمح أن يقتلهما أحد كائن من كان الى أن تتم شهادتهما, حيثُ إن كل من حولهم من الاسلام أو من اليهود لن يسمحوا لهم
بألكلام لاتمام الشهادة, ونقل الرسالة
التي عليهم نقلها والشهادة بها فألتعصب أعمى ولن يقبل أحد أن يقال
له إنه على خطا كل هذه السنين. وإن أعمال الناموس لا تخلص أحد بألرغم
من صلاح الناموس, وإن المسيح وفدائه على الصليب
وقيامته, هو
خاتم لكلِ رسالة
ونبوءة وبه أُكمل الناموس والشريعة, وما جاء بعد المسيح هو ردةُُ على الشريعة ونكران للحق
(وهذا هو ما قاله دانيال (7 - 25 ) ) ومن يخال له إنه يغير
الازمنة والشريعة لن يفلح أبداََ .
ونرى أخيرا إن الوحش الصاعد
من الهاوية ( المسيح الكذاب) هو الذي يقومَ بقتل هذين
الشاهدين النبيين, حين يتمان شهادتهما
بعد مضيء الف ومئتين وستين يوماََ. ولكن أين سيكون القتل والجريمة ؟؟ فنرى إن الرؤيا تحدد : وتبقى جثثهما في شارع المدينة العظيمة التي يقال لها بحسب الروح سدوم ومِصر,
حيثُ صلبَ ربنا أيضاََ (ربهما).
فأين
المدينة ؟؟
نعم
في مدينة اورشليم الحالية.
والان نذهب الى نبؤة دانيال الفصل السابع
لكي نرى أين نحن اليوم من النبؤة والتاريخ , ولكي نرى الاحداث المستقبلية التي ستحدث حسب نبؤة دانيال
والرؤيا ومدى التطابق بينهما
|