عـالمُ ألـزمـان أَلأخـيـر

 

عـنـدما يُـفـرِضُ بـقـانـونِ الغـابِ على ألدولِِ ألحـصـار

 ويُـبـاعُ ألـدواءَ وفـلـذاتَ الاكــبــادِ  في سـوقِ ألخُـظـار

 وفي بـيـوتِ ألـلـهِ ومُنـتَـدياتِ ألعـلمِ يـتـنـاقَـصُ ألزوار

وتـصْبَحُ ألعاهـراتُ سـيداتَ ألمجـتمعِ وتُـكـلـلُ بألـغـار

ولِصِياغَةِ ألقانون, المخنثينَ وانصاف النساءِ يُسْتشار

فمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـندما يصبَـحُ قَـلْـبُ أَلإِنـسانِِ أسوداَََ مِنَ ألجيرِ وألقار

وجَـمْـعُ مَـالَ ألحـرامِ  شَـاغِـلُُ يَــسـتحْـوذُ كُـلَ أَلأَفـكـار

ويَصـبَـحُ نَـشْـرُ ألرذيلـةَ وفـَنُ ألقـتـلِ ما بعـدَهُ إِنـتـشار

وسَـحْـق أوطان بألصواريخِ لِيَعُمها ألخـرابُ وألـدمار

تَـتَـناقَـلَهُ ألفضائِـياتُ وتُـوزِعَهُ من مِسـبارِِ إلى مسبار

فمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـندما يهابُ أَلغَـربُ أمريكا ويُصيبهُ خوفاََ ألإصفـرار

ويؤيـدها لنيلِ حـِصَةِِ من ألغنائِمِ دون خجَـلِِ أوإحمرار

وحـكامُ دولِ يلفـونَ حـولَها ككـواكِـبِِ طائِعِِـة في مـدار

وتَـتَـزايَـدُ سرقـاتهـم وتـكْـثُـر أمام حسـاباتهم ألأصفـار

فـيخافـوا بطْـشَها ويتمرغـوا أكثر في ألوحـلِ وألأقـذار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

 عــنــدمـا تـكــونَ ألــهــزيــمـةُ والإحــتـلالِ إِنــتـصـار

عــنـدما تـَتـسـاوى أَلحـريـةُ وألـكـرامَـةُ بـالإِسـتعــمار

 فـتَسْـحَـقُ ألـدباباتُ ألـبشَـرَ ولا تُـقـدمُ حـتى أَلإِعـتـذار

 وتَـقْصِفُ ألطائِـراتُ بشـراََ بـقَنابـلِ ألنابالمِ وأَلإِنشِطار

وتـحَـوِلُ أَعـراساََ إِلى مآسي وتقـدمُ للضحايا ألأعـذار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عِـنْـدما لا يُحـاسَـبُ جِـنـدي سـادِيُُ غـريــبُ ألأطـوار

ومُرتزقَةُُ مُسـتعمرِِ في دولِ فـقيرةِ حققوا لهُ ألإنتـشار

ودولُُ غـنية تُـثـيـرُ حـروباََ لا تـنتهي أو تضَعَُ ألأوزار

وتَـصْـدِرُ قـراراتَ جـورِِ من هـيئاتِ عليها أَلـف غُـبار

يُنَـفِذُها أعضاءُ مُخابراتِها يأتـونَ بِإسم هـيئاتِِ كَزوار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما يـفـرَشُ ألسجادُ ألأحـمر لرجُـلِِ يـصلُ ألمطار

ويُحاطُ المحـتَـلَ بـشِـلةِ من خـدمِِ لِـلتـبـجـيلِِ وألـوقـار

وتـتعامى أبـصارُ ألـبشـرِ ويَـشِـلُ عـقـولهم ألإنـبهـار

وشــلـة مـن خـونـةِِ تـرتـقي ألمـناصِبَ بـدلَ ألأخـيار

وألـقـبائـح تصبـحُ مثـلاََ أعلى وتستحوذُ على ألإيـثار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما يعـلـو ألـنـخـلَ سَـعـْفُُ يابِـسُُ من دونِ جُـمار

وبساتينُ نخيـلِ ألـبصرةِ تَجفُ من دونِ شـطِ ألعـشار

وغـاباتُ نـينـوى جـرداءُُ خاليةُُ مِنَ ألـثمرِ وألأشـجار

وبغـدادُ درة ألعـراقِ قـد إِلـتهـمتها يـدُ ألغَـدرِ وألـنـار

وأصبحـت رحـمةُ واشِـنـطـن لـلبائِـسينَ ملاذ ومـزار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما يكـون ألـشَـرفُ تَخـلفُُ يستحـقُ ألإحـتـقـار

وألـسَـرقــةُ شـطـارةُ وخِــفَــة يَــدِِ تـخـلـبُ ألأنـظـار

ويَـقِـفُ ألخـائِـنُ مـبـتـسـماََ تُغـَـطي خِـيانـتَه ألأنـوار

وتـلـبـسُ ألحـريةُ وألكـرامةُ بـرقعـاََ أَسـوداََ كخـمـار

وتـتـدارى شـركاتُ الامـنِ والسـرقـةِ خـلفَ حـفـار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما يُـمْنَحُ ألـقـتـلَةَ وألمجـرِمينَ شَهادَةَ ألأُوسكار

 ويُمـْنَـحُ أَوسـمـة شَـرَفِِ قـاتِـلُ قـاذِفُ قـنـابـلِِ طـيـار

 ويَـتَدارى ألمُثَقَـفُـونَ وألعلماءُ وألتلاميذُ في أَلأَوكـار

 ويَعُـمَ أَلـتَخَـلِفُ وألجَهْـلُ, وألعِـلم نصِيـبهُ أَلإِنحـسار

 ويَتطاوَلُ أَلمُتخَـلفونَ في ألبناءِ وألتصنيع وأَلإِعمار

فمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

 عـندما تـحُولُ ألكنائِـسُ لبـيوتَ فجـورِ ولعـبِ القمار

 وألـنـاسُ تـتـَبـاهـا بـشَـتمِ ألـله وبألإِلـحـاد وألإنـكـار

 وتصبَحُ ألكِتابةُ في ألديـنِ وعَمَلُ ألخَيـرِ وصمَةُ عار

 وعُـليةُ ألقومِ لاعـبي ألعـودِ ونافخي الناي وألمزمار

 فلا يبقى أَمامَ أَلأشرار وألكُـفارِ سوى قَـطفُ ألـثمار

فمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما يُـسْـرَقُ خُـبـزُ ألـفـقـيـر ويـتقاسَـمَهُ ألتُـجـار

وتـُقـَطَعُ أعـضاءَ مساكـينَ أَلـبَـشَـرِ وتـباعُ للأشـرار

وتُــنـهَــبُ ألامـوالَ بـعـمـلاتِ تـرقَـصُ على ألأوتـار

وفـضائِـيـاتُ تـسرِقُ ألمشاهِـدَ بلعـبةِِ الحظِ والـقمار

ويـعامِلُ ألغـربُ ألشَرقِ بالـودِ ويـكِـنُ لهُ ألإحـتـقـار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما تـتـكالَـبُ شـركاتُ الـتجارةِ وترفـعُ ألأسـعـار

وتـضعُ سـمومَ ألـمـوتِ في عـلفِ تـسـمـيـن ألأبـقـار

وشـركاتُ دواءِ شـاغِـلهـا إمـتـيازُُ ونَصْـبُُ وإِحـتـكار

فـدولُُ يـزدادُ غِـنـاها ودولُُ فـقـيـرةُ تـغـرقُ بألأمـطار

يـنهـبـونَ ثـروات ألعالم ويَتقاسموها بعـولمةِ ألكـبار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عِندما تتـفنَنُ شَركاتُ ألسلاحِ لتزيد الموتَ وألأضرار

وتجعَلُ ألبيئَةَ جرداء قاحلة من دونِ نـبتِِ أو إِخضرار

وشَلالاتُ دمِ سُـلالاتِ ألـبَشَرِ تُـسـفَـكُ وتجري كأنـهـار

ويُمنَعُ ألدواءَ عن مصابِِ  ولا حـَقُ نقـضِِ أو إستفسار

يظنونَ إِنَّ ألأرضَ ودماءَ ألبشرِ حلالُُ بلا خـالق جبار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـندما تَسـمعُ بالحـروبِ وألـقَـتـلِ بِنشَـراتِ ألأخـبـار

وتَـتـسابـقُ ألـدولُ في الـتسَلُحِ وتُـبـددُ قُـوتَ ألصِغـَار

وتـتـبـجَـحُ بِأكـاذيـبِِِ وإِنـتـصاراتِ يـلـيـهـا ألإنهــيـار

وفـضائِح عاقدي صـفـقاتِ ألسلاحِ تَـكَـشفُ ألأسـرار

وتـدارُ حـربَ النـجـومِ بصـواريخِِ مـوتِ مِـنَ ألأقـمار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما تـنـقـَلِـبُ ألمبادئُ وألـقِـيَـمُ في وضح ألـنهـار

 فألـجـارُ عـدو وألعـدو صـديـقاََ يسـرقُ نـفـط ألـجـار

 ويَـتـكالـبُ أَلـغَـنِيُ كألـفـقـيرِ في نـهـبِ وبيـعِ ألآثـار

 ولـم يـبقى مكانُُ في ألـدُنـيا لِـغَـيـرِ ألغادرينَ أَلـفجار

 وصروح ألخـيـانـةِ يَخطـبونَ خطـباََ تُهَـدِدُ بألإنـفجار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

 عــنـدما يـصبَـحُ ألـديـن تـجـارةََ وحجـةََ لأخـذِ ألـثـار

 ويُذبَـحُ أليهـودَ وألـنصارى عَمـداََ ويُنْعَـتُـونَ بألكُـفار

 وفاسقونَ يتقاسمونَ ألمناصِبَ بينَ وزيـرِِ ومُسْـتَشار

 وأَلشُعَـراء يكتبـونَ لـشـياطينِ ألـدنـيا نـثـراََ وأشعـار

 ويَـنحَـتُ لَهـمْ ألنحاتـونَ تـماثـيلاََ من رخـامِِ وأحجـار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عـنـدما تكونَ ألخيـانَةُ تكـتـيـكاََ وتَغـييـراََ في ألمـسار

وتتـهـافـتُ بإسـتضافـةِ قوات ألعـدوِ كُـلَ دول أَلجـوار

وتُكتَبُ مُجَلداتِِ في نَسَـبِ حُـكامِِ كَـذِباََ بعشرةِِ أسـفار

ويصبَحُ ألحاكِمُ فـذاََ أوحـداََ وأملسُُ مِنْ نـباتِ ألصبار

فلا تَكـفِـروا وتـذكـروا إسـمَ الحـاكـمِ بأيِ شيءِِ ضار

وإلا ما عـلـيـكُم سـوى ألإنـتـظـار

 

عِـنْـدما تُـقَـسَمُ دولاََ ومُـدنـاََ وتُحاطُ بحـوائِطِِ وأسـوار

وأَهـلهـا لا يـنـبِسونَ بكلمةِِ وتُكَمِمَهُم قُواتُ ألإستكبار

وهَـيـئَةُ أُمَمِِِ تُصْدِرُ بياناتِِ للضُعـفاءِ يليها إنذارفَإنذار

ومحكمةُ عـدلِِ دولية تحكِمُ بِعَـدلِِ مِنَ ألكـبارِ مُستعار

وتـنسى إِنَّ دولاََ تـتصاعَـدُ وأُخرى يُصـيبها ألإندثـار

فـمـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

عِـنْـدما تـتـبـدَدُ ظُـلمَـةُ ألـلـيلِ وتَخـرج شَـمْسُ ألـنهـار

لا تَـتـقاتـلوا فيما بـينكُـم وتَـتَنـاحـروا ويغلبكُم ألشِجار

ولا تـيـأسـوا فَـلابُـدَ َلِـكُـلِ ظُـلـمِِ مِـن نهـايَـةِِ وإنـحِسـار

ولا تـخـدعـكُـم أسـاليبُ مُسـتعـمرِ جَـبان غـادرِِ جَـبـار

فـتظنوا إِنَّ لـشـياطينِ ألـبَشَرِ قلوباََ أومخالِب وأضفار

ومـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

مِنَ ألـتـيـنَةِ تعـلموا ألمثَلَ وألدرسَ مِن سائِرِ ألأشجار

فـهيَ تـتـمايَـلُ أمامَ ألريـحِ وقـد يـقـتـلِـعُـهـا ألإعـصـار

ولكن أكـثـَرها يبقى شامـخاََ يُضَـلِـلُ ألربوعَ وألأغـوار

فـلا ترتاعـوا من بَـشَـرِِ ولا تـخشـوا غـدرَ غـادرِغـدار

ودعـوا ألحقَ وألإيمان بأللـهِ أَنْ يكونَ لـكُم هوألـمنار

ومـا عـلـيـكُـم سـوى ألإنـتـظـار

 

وعِــنْـدما يُحسَـمُ ألأمـرُ كُـلَـهُ والنهايـةُ تُحَـددُ الاقـدار

لا تنـتـظروا من هـذا أو ذاك أن يـحملَ ألعـدلَ كـشِعار

وأتـركوا قـيـلَ ألـكلامِ وقـالهُ فـقـلتهُ خيـرُُ من ألإكثـار

فالعـدوُ لا يُريـدُ لـكمُ غِـناََ أومجـداََ بل جَـهـلُُ وإِفـتـقـار

وإِنْ لم تَـتعِـضوا مِن ما مَضَى فقولوا يألـله يا سَـتـار

ومـا يبقى لكم سـوى ألإنتظار



نوري كريم داؤد

21 / 07 / 2008



"إرجع إلى صفحة ألشعر"